استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان – بيروت، وفدا من أساقفة اتحاد الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية في سويسرا برفقة الأمير حارث شهاب حيث جرى عرض مجمل التطورات والأوضاع العامة، وقد شكر الشيخ حسن الوفد على زيارته التضامنية مع لبنان وعلى حرصهم على التنوع والتعددية وترسيخ الأمن بما يحمي جميع مكونات هذا البلد الذي لطالما كانت ميزته في قيمة العيش المشترك المطلوب الحفاظ عليها أكثر من أي وقت مضى.
واستقبل سماحته وفد المرجع الديني في العراق آية الله سماحة الشيخ بشير نجفي؛ برئاسة وكيل النجف العراقي في لبنان وسوريا الشيخ علي بحسون يرافقه وفد من العلماء، بحضور مستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي والشيخ دانيل عبد الخالق، حيث كان بحث في قضايا المنطقة.
وتوجه الشيخ حسن برسالة الى مرجعيات النجف لدورها في تحصين وحدة العراق ومواجهة كل مشاريع الفتنة والإقصاء والتقسيم، وهو ما على كل القيادات الروحية العمل لأجله في زمن تعلو فيه أسهم التطرف والعنف إن في العراق أو في غيره بكل أسف.
وبعد اللقاء تحدت الشيخ بحسون قائلا: “زيارتنا اليوم الى هذه الدار الكريمة هدفها للسلام على سماحة الشيخ، وقد حملنا اليه سلام وتحية سماحة المرجع لنؤكد على الرجوع الى عمق التاريخ لأن الجوهر الذي يحمله الانسان يشكل مظلة لجميع الناس، وأن الاختلافات هي اختلافات طارئة، وما دعانا الى المجيء الى هذه الدار ان يكون العنوان الطارىء على جوهر الانسان هو الترابط والتقارب، وهذا يحكي جوهر الانسان. ومن ناحية ثانية زيارتنا من اجل ان نبعث رسالة الى العالم ان الانسان عندما يكون ملتزما بشريعة السماء لا يمكن ان ينظر الى الانسان الآخر انه بعيد عنه، إلا اذا كان إرهابيا لأن الإرهاب هو الذي يأتي بشريعة لا تعرفها السماء. لذلك كل الطوائف في لبنان إنما تشكل معنى واحد هو الرجوع الى حفظ الوطن لانه ورد في الحديث حب الاوطان من الايمان، فوصية سماحة المرجع دام ظله الى الطوائف كلها ان يحفظوا لبنان لأن الوطن هو الأم الحقيقية لكل ابنائه مهما اختلفوا لكنهم يحملون هوية واحدة تحمل اسم لبنان، وعلينا ان نحميه بكل جهد وعناء لانه اذا لا سمح لله ذهب لبنان ذهب اهله الى غير رجعة”.
إلى ذلك أبرق سماحة الشيخ حسن إلى سعادة السفير التونسي في لبنان حاتم الصائم معزيا بالضحايا الذين قضوا في العمل الإرهابي الذي استهدف جنود الحرس الرئاسي. وأكد سماحته أن على تونس كما لبنان ومختلف دول العالم التضامن والتكاتف في مواجهة كل أشكال الظلم والعدوان والإرهاب تحقيقاً لقيام المجتمعات الديمقراطية حيث الأمن والحرية والسلام، راجيا من الله تعالى أن يحمي تونس وشعبها من كل شر ومكروه.
وفي سياق آخر كان أبرق الشيخ حسن إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤكداً التضامن مع الشعب الفرنسي عقب الاعتداءات الإرهابية في باريس، مشدداً على أهمية العمل المشترك في مواجهة التطرف والعنف والإرهاب، مستذكرا الدعم الفرنسي المتواصل لسيادة لبنان واستقلاله وأمنه.