بحث ..

  • الموضوع

كلمة رئيس اللجنة الدينية بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمه وآلائه، والصّلاة والسّلام على رسوله وأوليائه،

وبعد،

فما أقرب اليوم بالأمس، عندما كنا نهلل بحلول رمضان الكريم، خير الشهور وغرّتها، وها نحن الآن نودّعه مستقبلين عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة جمعاء باليمن والبركة.

ونحن إذ نشكر الله سبحانه على ما هدى من صيام وقيام في هذا الشّهر غير أننا – ومن مبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أكمل – محتاجون إلى وقفة مع أنفسنا؛ فهل حققنا في ذواتنا ثمرة الفضيلة، فلا شيء في الدنيا يعادل جمال الحق واتباعه في ما يرضي الله سبحانه وتعالى، استجابة للغاية الشريفة من رسالته التي أداها الرسل المنتجبون عليهم السلام.

ثمّ إننا نستقبل اليوم عيدا مباركا فيجب أن نكون على أهبة لاستقباله، فهو شعيرة دينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، والإقبال عليه سبحانه والتمسك بشرعه وتوحيده. وتظهر فيها معان اجتماعية وإنسانية ونفسية علينا إعلاؤها بالسعي إلى تصفية القلوب وتنقيتها وتزكيتها قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

وإنّ المؤمنَ الموحِّدَ لَيَأنَسَ بالله، وبأخيه في الله لتكونَ ثـمَّة أُلفة ومشاركة روحيَّة. فالأخُ للأخ، في هذا المعنى، سَندٌ وعَضُدٌ، يَشِدُّ بهِ أزرَهُ، ويُحصِّنُ بمحبَّتِه دِينَه، ويقوى معهُ وبهِ علَى فِعل الخَير، ويستكمل بالمحافظَة عليه إيمانَه ممتثلاً الحديث الشّريف “مَثَلُ المـؤمنِينَ في تَوادِّهِم وتَراحُمِهِم وتَعاطُفِهِم، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتكَى منهُ عُضوٌ تَداعَى لهُ سَائرُ الجَسَدِ بِالسَّهَر والحُمَّى”.

 فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف، تلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة.

فلنهجر القطيعة ونترك الضغينة هاربين إلى الله من كل مكروه عنده، سائلينه أن يوسع الصدور ويطهر القلوب فذاك ضمان لثبات الود والصفاء ودوام العهد على الوفاء؛ فقد قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) :

” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى. قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هو الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين “.

فليس من هدينا نحن الموحدين أن نتلو الأذكار، ونقوم الليالي والأسحار، ثمّ نبث إشارات البغض والكراهية، وتتحرك نفوسنا غضبا لأدنى امتحان نمر به. فالأجدر بمن وعى كتاب الله في صدره، وردد كلماته لسانه أن تخلص نفسه من قيد الطيش والغضب، ولا تكون رهينة الكبر والجاه، بل ينهض به حسن الخلق وحب الخير إلى أعلى المراتب، فيكسب الرفعة عند الله وعند الناس على حد سواء.

ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا للمجاهدة في الطاعة والتوحيد، وأن يهدينا وإياكم إلى سبيل الحق الرشيد والسلام.

  رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي

                                                                                                                                                                               الشيخ هادي العريضي

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى