بحث ..

  • الموضوع

الأمانة.

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }

 الأمانة لغةً ضد الخيانة، وأصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمانة مصدر أمن بالكسر أمانة فهو أمين.

الأمَانَة اصطلاحًا:  هي كلُّ حقٍّ لزمك أداؤه وحفظه.

وقيل : التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره، وما يوثق به عليه مِن الأعراض والحرم مع القدرة عليه، وردُّ ما يستودع إلى مودعه .

الأمانة أم الفضائل ومنبع الطمأنينة، وهي من أبرز علامات الإيمان ودلائل التّقوى، بل إنّ الدّين نفسه أمانة في عنق العبد، قال تعالى :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.

فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له. والأمانة أنواع ، منها مايتعلق بالعبادة فيؤدي المرء فروض الدين كما ينبغي ، ومنها ما يتصل بالمال ، قال لقمان الحكيم لابنه: “يا بُنيّ، أدِّ الأمانة تسلم لك دنياك وآخرتك، وكُن أميناً تكن غنيّاً ” . ومنها الإخلاص في العمل  فكل إنسان في موقعه عليه إتقان عمله ، ويؤديه بإجادة وأمانة، وكل شخص مسؤول عن شيء يعدّ أمانة في عنقه سواء أكان حاكما فيحكم بالعدل والإنصاف، أو والدا  فينشئ أبناءه على الصدق والعفاف، أو ابنا فيكون بارًّا بوالديه، حسن الخلق، ذا سيرة حميدة بين الناس.

جاء في الحديث الشريف: ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ……. “

و الأمانة صدق في القول، وحسن في المعاشرة، ورفق في المعاملة، في البيع والشراء، والأخذ والعطاء. بها يسود الأمن، وتعطى الحقوق، وتؤدى الواجبات. وهي الحفاظُ على ما عهد به وَرَعْيُهُ، مع الحذر من الإخلال به سهوا أو تقصيرا. 

وكل النعم التي منحها الله سبحانه للعبد أمانة عنده. ومن ذلك الجوارح السبع، فالواجب على العبد أن يستعملها في ما يرضي الله سبحانه وتعالى؛ لما روي في الحديث الشريف: ” لا تستعملوا جوارح غذّيت بنعمته في التّعرض لسخطه بمعصيته ” . فبعصمة الجوارح عن الخطأ يكون المرء قد أدّى الأمانة، وإلّا فهو خائن لما أمّنه الله عليه. 

قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}

‌وقد أوصى الرسول الكريم (ص) بأداء الأمانة فقال: “أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك “.

وإنّ أمراً أوصى به الله ، ورسوله لجدير بأن يُرعى، وحريٌّ بأن يُحافظ عليه .

إذا ائتمنت على الأمانة فارعها …… إن الكريم على الأمانة راعي.

اللّجنة الدينيّة في المجلس المذهبي.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى