رسالة سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
وجّه سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى رسالة الى المسلمين واللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالَمين، والصَّلاة والسَّلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين.
رسالتي إليكم، أيُّها الأخوةُ المسلمون واللبنانيون، في ذكرى المولد النبويّ الشريف نابعةٌ من أهمية المناسبة في حياة أمّتِنا الإسلامية وفي حياة البشرية جمعاء، ومن أهمية الرسالة التي بُعث لأجلها صاحبُ الذكرى صلوات الله وسلامه عليه، وعلى الأخص في ظل الواقع المأزوم الذي تعيشه بلادنا ومنطقتنا والعالَم.
لقد كانت ولادة الرسول (ص) ولادة الهدى والرحمة، وهو من أُرسل ليُتمِّم مكارم الأخلاق، وليُكملَ الدين، فتمَّم هذه وأكمل ذاك، وارتضى لنا الإسلام ديناً، وفي ذلك تأكيدٌ على أنَّ الدين عند الله الإسلام، كما جاء في القرآن الكريم، والذي معناه ومقصده أنَّ الإسلام ليس ناقضاً لما سبقه من شرائع ورسالات سماوية، إنَّما مُتمِّمٌ لها لتكون الرسالة واحدة والغاية واحدة، وليكون الإنسانُ هو المُستهدَفُ وهو المحورُ وهو غاية تلك الرسالات وهذا الدين.
كم هو حريٌّ بنا، نحن المؤمنين والمسلمين، كلٌّ في مذهبه وعلى إيمانه، أن نلتقيَ على رسالة الدين الواحدة وعلى الغاية الإنسانية الأسمى، فنوُلي اهتمامَاً بالغاً لقضايا الإنسان المعذَّب في معيشتِه وحياتِه، ولقضايا مجتمعاتِنا المُعانية في دولِها وأوطانِها، ولبنانُ أصبح النموذجَ الواضحَ لذلك العذاب ولتلك المُعاناة، ممَّا يحدونا لإطلاق الصوت عالياً لحثِّ الرؤساء والمسؤولين والمشرِّعين ومتولِّي السلطة على اختلاف تسمياتِهم ومواقعهِم الرسمية والحزبية والإدارية إلى الاهتداء بهَدي صاحبِ الذكرى الذي ما أُرسل إلّا رحمةً للعالَمين، وما نطق إلَّا بالدعوة إلى الصلاح والإصلاح مبشِّراً ونذيرا.
فلتكُن ذكرى المولد النبويِّ الشريف، وفي هذا الوقت بالذات، دافعاً للمعنيين لتحمُّل المسؤولية وبعثِ الفرح في قلوب المواطنين، من خلال الإسراع في تأليف الحكومة وانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وبالتالي تطمين الناس على جنى أعمارِهم، والبَدء الجدّي في عمليات ترميم البلد ولجم الفساد وإطلاق ورشة إعادة بناء المؤسسات، ممّا يُعزِّز الأمل بالوطن ويبلسم الجراح ويزيل كوابيس اليأس وانعدام الثقة بالدولة.
لقد عمل الرسول (ص) على بناء الدولة والأمَّة على أسس العدالة والمساواة منطلقاً من زرع بذور الإيمان في القلوب والعقول، ومن إرساء قواعد الأخوَّة الجامعة والحياة المشتركة، فهلَّا اقتدينا بالنبيِّ الأكرم واستفدنا ممَّا بذره عليه الصلاة والسلام، وممَّا أرساه وأخوته الأنبياء في طريقِهم نحو تحقيق عالَمٍ أكثر إنسانية؟ وهو مَن آمنَ بالرسالة المُنزَلة عليه وعليهم، لقوله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.
ذكرى مباركة، وكل عام والجميعُ بخير
تشرين الأول 7, 2022
0
كلمة سماحة شيخ العقل في ذكرى الشيخ قبلان
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيِّد المرسَلين وعلى آلِه وصحبه الطاهرين وعلى أنبياء الله المنتَجَبين أجمعين.
صاحبَ السماحة نائبَ رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وأعضاء المجلس المحترمين، سماحةَ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد عبد الأمير قبلان والعائلة الكريمة، أصحابَ السماحة والسيادة والفضيلة، أصحابَ المعالي والسعادة، الأخوة والأخواتُ الكرام…
يطيبُ لي من موقعي الشخصي، ومن موقع مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز، أن أشاركَكم لقاءَ الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحة الإمام العلَّامة الشيخ عبد الأمير قبلان، سائلاً لروحه الرحمة ولأبنائه ومحبّيه ولجميع عارفيه السلامةَ والعافية، وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى القدرةَ من بعدِه على متابعة نهج الاعتدال وحملِ رسالةِ الأخوَّة.
سماحةُ الشيخ الإمام، عرفناه رجلَ علمٍ ومعرفة، ورجلَ مواقفَ ومبادئ، عرفناه قلباً كبيراً وعقلاً راجحاً وحضوراً لافتاً، وعرفناه وجهاً خيِّراً من وجوه الحوار والتقارب، وعلَماً لامعاً من أعلام المجتمع والوطن، كيف لا؟ وهو صاحبُ الكلمة الطيبة المؤثِّرة، والعبارةِ الرقيقةِ الصريحة، والخطابِ العابقِ بعبير المحبةِ والسلام.
لقد جسَّد الإمامُ الرئيسُ إيمانَه برسالة الإسلام ونبيِّه الأكرم (ص) قولاً وفعلاً، فكان سنداً للعلم والعلماء،ناصراً للحق ومنتصراً لأهله، كما جسَّد إيمانَه بلبنانَالواحدِ وبأمّتِه الإسلامية، فوقف عمره لخدمة المجتمع والوطن ودعمِ القضايا المحقّة، وسجّل مواقفَ وطنية رائدة رسَّختْ نهجَ الاعتدال وساهمت في صيانةِ الحياةِ المشترَكة وتعزيزِ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وهو مَن عُرفتْ شخصيتُه بالمناقبيةِ الرفيعة والهمّةِ العالية والجهدِ المتواصل والاندفاع اللامحدودِ لخدمة الناس،والانفتاح على المكوِّنات الوطنية كافةً، وذاك هو نتاجُ الإيمان الصحيح وعنوانُ الصلاح والإصلاح الذي يضعُ صاحبَه في مصاف الخالدين، لقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالدونَ”
لقد كان سماحةُ الشيخ قبلان رائداً من روّاد الوحدة الإسلامية والتضامن الإنساني، من خلال عمله للتقريب بين المذاهب وتعميم ثقافة المصالحة والتعاون، ومن خلال جهاده في سبيل الله وخدمة الفقراء والمستضعفين، وفي عملِه للوحدة والتماسك والتعاون بين أبناء الوطن، أكان في الإطار الشيعيّ أم الإسلاميّ أم الوطنيّ، أم في اندفاعه ونُصرته للقضية الفلسطينية، أم في مساندته القويّة للمقاومة الوطنية طالما اقتضى الأمرُ ووُجد العدوان.
يكفيه فخراً أنه كان وفياً لسماحة الإمام السيد موسى الصدر، مرافقاً إيَّاه منذ البدايات، مُتمسِّكاً بأهدافه، محافظاً على نهجه، وحاملاً رسالتَه؛ تلك الرسالةَ التي لم تُهمَل يوماً منذ أربعٍ وأربعينَ سنةً على تغييبه المشؤومِ ورفيقَيه، تغييباً هو أشبهُ بالاغتيال وأصعبُ وأدهى، دون أن يدريَ المجرمون أن الجريمة تولِّدُ القضيَّة، وأنَّ القضيَّة تُوقظُ الشعبَ، وأنّ الشعبَ يتوارثُ الرسالة، وأنّ الرسالةَ أملٌ لا يَنقطعُ ولا يُغيَّبُ، طالما أنَّ حامليها هم قدوةُ الرجال ونخبةُ العلماءِ المتعاقبين بعد الإمام الصدر والإمام شمس الدين والإمام قبلان وسواهم من سادة هذه الطائفة الكريمة وشيوخِها وأُولي الأمر وقادة الرأي فيها.
سماحةَ الأخ الشيخ علي الخطيب، سماحةَ الأخ الشيخ أحمد قبلان، إخواني جميعاً،
مع الإمام الصدر تلاقى الراحلون الكبار؛ شيخُ العقل الشيخ محمد أبو شقرا والمفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وإخوانُهم على ثوابتَ إسلاميةٍ متينة، ومع الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ عبد الأمير قبلان تلاقى الرؤساءُ الروحيون جميعُهم، مسلمون ومسيحيون، على نهجٍ وطنيٍّ جامعٍ أكّدته القممُ الروحيةُ المتتالية، وهو ما أعادت تأكيدَه القمةُ المنعقدة في دار طائفة الموحدين الدروز بتاريخ 30 تموز 2019 بدعوة من سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن بالقول: “إن الوحدةَ الوطنية التي نشأت بين العائلات الروحية اللبنانية على قاعدة المواطنة والميثاقية والعيش المشترك والتعددية، والتي أرسى ثوابتَها اتفاقُ الطائف بتعديلاته الدستورية، تشكِّلُ الأساسَ الضامنَ لبناء لبنانِ الغد، وعلى هذا الأساس فإن أيَّ اساءة للعيش المشترك في أيِّ منطقة من لبنان، هي إساءةٌ الى لبنانِ الفكرةِ والرسالة، تعرِّضُحاضرَه ومستقبله للأخطار والأزمات”.
واليومَ، ما زلنا معاً، أيُّها الأخوةُ الكرام، نُجدِّدُ الإيمانَ برسالتِنا الإنسانية المشترَكة هذه، ونؤكِّدُ مسؤوليتَنا الروحيةَ والأخلاقية، معَ سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومعَ سماحة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ومعَ أصحاب الغبطة والسماحة الرؤساءِ الروحيين جميعِهم، ومعَ أصحابِ السيادة والفضيلة في كل المذاهب ومن كل المشارب، معلنينَ انتماءَنا إلى هويةٍ إنسانية ووطنيةٍ واحدة، والتقاءَنا وارتقاءَنا على دروب المحبة والرحمة والأُخوَّة، واستعدادَنا للمحافظة بعضِنا على بعض محافظةَ كلِّ واحدٍ منَّا على نفسِه، اعتصاماً بحبلِ الله الجامع المتين، لا بحبل الشيطان الواهنِ المفرِّق، والتزاماً بقوله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ…”.
التنوُّعُ نعمةٌ وغِنى؛ نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى، والعقلُ هو النعمةُ الكبرى، أفلا يجدرُ بنا أن نَذكُرَها وأن نقابلَمبادرةَ الله الرحمن الرحيم الودودِ الكريم بمبادرةٍ منَّا،فنُحكِّمَ عقولَنا ونرتفعَ بهذا التنوُّعِ المُنعَمِ به علينا إلى المستوى الأرفع من المودَّة والرحمة والكرم، بالتفاهم والتوافق والتشارك والتكامل لبلوغ غايةٍ إنسانيةٍ واحدة وتحقيقِ إرادةِ الله فينا، والتي هي إرادةُ الجمع والخير والسلام، لا إرادةَ الفُرقة والشرِّ والخصام؟
إنَّ واقعَ بلادِنا وما فيه من معاناة وتجاذبات وهواجسَ ومخاوفَ وتداخلاتٍ يدعو إلى القلق والإحباط، ولكن بالمقابل هناك من الحكمة والإرادة والعلاقات الطيِّبة والتراثِ المشترَك والتطلُّعات الجامعة ما يدعو إلى الأمل وما يعزِّزُ الثقةَ بالوطن وبإمكانية النهوض به، وهذا ما يستدعي من أصحاب الشأن والمسؤولية الانتفاضَ على الواقع المرير وتغليبَ المصلحةِ العامة وحقوقِ الشعب على ما عداها من مصالحَ وأنانياتٍ دمَّرت البلد وكادت أن تُنهيَ وجودَه وأن تَقضيَ على أحلام الناس فيه، وهو الوطنُ الأجملُ بطبيعتِه وموقعِه، والأغنى بتراثه وتنوُّعِه،والأغلى بقيَمِه الروحية والاجتماعية.
فليكُنْ صوتُ الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان مسموعاً، ولْتبقَ دعوتُه الدائمةُ إلى الحوار والتعالي عن الصغائر قائمة، ولْنؤكِّدْ معه أن لبنانَ لا يحلِّقُ إلّا بجناحَيه؛ المسلمِ والمسيحي، ولتكن ذكرى رحيلِه الأُولى انطلاقةً لمسيرة إصلاحٍ حقيقيٍّ والتزامٍ أخلاقيٍّ ببنود الميثاق وبمواعيد الاستحقاقات الدستورية، بدءاً من تأليف الحكومة العتيدة الحائزة على ثقة الناس وممثّليهم والقادرة على تَحمُّلِ المسؤولية في مواجهة التحديات الداهمة، وصولاً إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ أمينٍ ومؤتمَنٍ على الجمهورية، وإلى عهدٍ جديدٍ يُعيدُ الثقةَ المفقودةَ بالدولة ويرسمُ ملامحَ لبنانِ الغدِ العائدِ إلى حقيقتِه المشرقة بالأملِ والعنفوان.
تلك هي تطلعاتُنا، وذلك هو نداؤُنا، نُطلقُه من قاعة الوحدة الوطنية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، نداءٌ واحدٌ موحَّد هو عنوانُ قمَّةٍ روحيةٍ نصبو إليها، لعلَّها تتحقَّقُ قريباً، ولعلَّ الرؤساءَ والمسؤولين يتلقَّون النداءَ بإيجابيةٍ ومروءة، فيُقدِّمونَ تنازلاتٍ مُربِحةً للجميع، ويُقدِمونَ على خطواتٍ استثنائيةٍ مُريحةٍ للداخل والخارج، فينجوَ الوطنُ بين ربحٍ من هنا وراحةٍ من هناك، ويبدأُ تفكيكُ العُقدِ واحدةً تلوَ الأخرى، عِوَضاً عن وضعِ الحواجز، حاجزاً إثر حاجزٍ، في لعبةٍ أشبهَ بلُعبة عضِّ الأصابعِ أو لعبة الرقص على حافّة الهاوية التي يغامرُ بعضُهم بممارستِها دون التفاتٍ إلى وجع الناس وألم الوطن.
ومهما يكنْ من أمرٍ، ومهما يُرَ من انهيارِ وفشل، ومهما يُرمَ بلبنانَ في أجبابِ العدوان والمقايضات، فلن يقوى عليه اليأسُ، وسيعودُ كما عاد يوسُفُ (ع): “يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون”.
لن نيأسَ بعونِ الله، وستبقى جُذوةُ الأملِ مستعرةً تَطغى على رماد العجزِ والإحباط، طالما أن البلادَ المؤمنةَ ولَّادةٌ للرجال المؤمنينَ الكبارِ والقادةِ المخلصينَ العِظام، أمثالِ صاحبِ الذكرى، حفِظ اللهُ ذكراه، وحفِظكم خيرَ خلفٍ لخير سلَف، والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيلول 7, 2022
0
رسالة سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي بمناسبة رأس السنة الهجرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالَمين، والصّلاة والسَّلام على سيِّد المرسَلين وخاتم النبيين وعلى آلِه وأصحابه الطاهرين الطيبين.
ألفٌ وأربعمائة وأربعةٌ وأربعون عاماً مَضَت على هجرة الرسول (صلعم) ودخوله المدينة، فأضحت برسالته “المدينة المنوّرة”، وقد أضاءها بكلمةِ الله، ناقضاً زمنَ الجاهليّة بدعوته إلى كلمة الحقّ والتَّوحيد، والتَّوحيدُ هو التَّسليمُ لله الواحد الأحد، الَّذي أرسل رسولَه بالحقِّ: ﴿إنَّا أنزَلنَا إليكَ الكتابَ بالحَـقِّ لِتحكُمَ بينَ النَّاسِ بما أراكَ الله…﴾ (النساء: 105).
لقد حمل الرسول الرسالة غيرَ آبهٍ بالمتاعب والمصاعب، وأرسى قواعد الإيمان والمجتمع الفاضل والأمّة الواحدة، فكانت المساواةُ بينَ النّاس، والعدلُ والمؤاخاةُ والأُلفةُ؛ دعوةً الى الله وأمراً بالمعروفِ ونهياً عن المنكر، دعوةً إلى العيش في كنف الله وصونه، وأمراً بكلّ محمودٍ في الارتقاء الإنسانيِّ، ونهياً عن الـمُنكَر وكلّ ما من شأنِه أن يحيدَ بفاعلِه عن مقاصِد الشَّرع إلى مقاصِد الهوى.
من تلك الهجرة والمسافرة في درجات الدعوة أوحى الرسول بأن المجتمعات المنيعة تُبنى بالأخلاق والقيم والفضائل، لا باتّباع الهوى والفوضى وهدم القيم، فكم من حضارةٍ بشريَّةٍ قدَّمت للإنسانيَّة عصوراً زاهية، فلمّا انصرفت إلى منطق القوَّةِ وظلم الرّعيَّة واستباحة كرامات الشّعوب وجحد روح العدالةِ، باتت ﴿كَالعِهْنِ المنفُوش﴾ فانقضَت أيَّامُها وسقطت وانهارت إلى غير رجعة.
ما من حاجةٍ للتأكيدِ، بالنَّظر إلى الحالة اللبنانيَّة الحاضرة، بأنَّ التَّـنكُّر لمقوّمات وجود الوطن المكرَّسة بالدستور هو الدَّلالة على الاستهتار الكامِل بإرادة ما سُمِّي “بالعيْش المشترك”، وهذا يعني العبَث السياسيّ الكامل في غياب الحوار وروح المشاركة والرغبة بالتعاون والتصديق بالشراكة الفاعلة والتكامل الإيجابي. لقد بات الوطن في حالة احتضار لا ينقذه سوى النوايا الطيبة والارادات الصلبة والرؤية الوطنية الموحَّدة، والتصدي معاً لمعالجة قضايا الناس وإنقاذ البلاد من العجز والضياع والانهيار ، وهذا ما لا يمكن تأمينه الا بإعادة ضخّ الحياة الضروريَّة في مؤسسات الحُكم، بعيداً عن المراوحة المحبطة والمناكفة القاتلة والفشل في تشكيل الحكومة وترك قطاعات الدولة تنهار ،الواحد بعد الآخَر، وكأنَّ صراخ الشعب المنكوب يُدوّي في قـفرٍ قاحِل.
الأوَّلُ من محرَّم يوم مبارَك؛ يوم للعودة إلى الذات، وللتباصُر في معنى الإيمان، وهو إيمان نتشبَّث به في قلوبِنا بما يكتنزُه من قـيَم إنسانيَّة خالدة، وبما يحثّنا عليه من إدراكِ كنوز الفضائل التي بها يرقى الإنسانُ بمعناه وفق الإرادة الإلهيَّة، وبما يُحيـيه في السَّرائر من صوتِ الضَّمير واستشعار براءة الذِّمَّة من كلِّ خبيث، وهو يومٌ إسلاميٌّ في مظهره، إنسانيٌّ في معناه، وطنيٌّ بامتياز بكونه دعوةً إلى الإصلاح والبناء والارتقاء”.
نسأل الله تعالى أن يعيدَه على أمَّتنا بكلِّ خير، وعلى اللبنانيين بالأمل والخلاص، وأن يُلهمنا جميعاً سبُل الحقّ والخير والإيثار، إنه هو الكريم الحليم.
أيلول 2, 2022
0
كلمة سماحة شيخ العقل في احتفال العرفان المركزي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيِّد المرسَلين وعلى آلِه وصحبِه الطاهرينَ الطيِّبين
الدارُ داري، ولي نَبضٌ هُنا وفــمُ ولي ولاءٌ، ولي عهدٌ، ولي قَسَمُ عِمامتي الحقُّ، والتوحيدُ مُنطلَقي عَباءتي الأرزُ والمعروفُ والقِيــمُ للقوم عقلٌ، وشيخُ العقلِ خادمُهم وللزعامةِ دارٌ، روحُهـا الكرمُ
صاحبَ الرعاية، أيُّها الأخوةُ والأحبّة، يُسعدُني أن أحتفلَ معكم اليومَ بيوبيلِ العرفان الذهبي، مُباركاً تخرُّجَ طلابِنا الأعزَّاء، ومشارِكاً بدافع تجديدِ العهد مع مؤسّستنا التوحيدية، وقد حملْنا معاً رسالتَها، رسالةَ الإسلام والتوحيد، رسالةَ العلمِ والإيمان، تلك التي تَرفعُ الإنسانَ وتُميِّزُه عن سواهُ وتؤهِّلُه لخلافةِ الله وعِمارة الأرض، مِصداقاً لقوله تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب”، وقولِه عزَّ وجلّ: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات”. لن أنسى ما علّمتني إيّاهُ تلك الرحلةُ الطويلةُ في رحابِ العرفان، منذ أن بدأنا مهمَّةَ التربية والتعليم والرعاية، ومنذ أن قلتُ قصيدتي الأولى على مِنبرِها في العام 1978 بحضورِكم، صاحبَ الرعاية، وبحضور جمعِ المشايخ والرجال، عندما حفرنا على جبينِ المؤسسة لوحةَ الوفاء للقائد الشهيد، ومطلعُها: “يا سهلَ أجدادي لِواكَ مُوحَّدُالدهرُ يحكي والأصالةُ تَشهدُ رفعتْ يمينُكَ شُعلةً عربيَّـةًأهدى ضِياها للأنامِ موحِّدُ” والتي ختمتُها بالقول: “نحنُ الدروزُ بأمسِنا وبيومِنا جُندُ الحقيقةِ نحنُ، فليأتِ الغدُ” مُنذ ذلك الحين، ونحن ننتظرُ الغدَ الآتي ليأتي، نَستعدُّ له بصبرٍ وإيمان، نُراكمُ التضحياتِ والمواقفَ، نُنشِدُ أناشيدَ الكرامةِ ونُربِّي الأجيالَ على احترامِ قُدسيّةِ الأرضِ والفرضِ والعرض، ونَستظلُّ العلمَ المُخمّسَ، ولا نَرضَى أن يُخفِضَ عُلياهُ أحد،
مُنذ ذلك الحين، ونحن هنا في العرفان، وعلى مقربةٍ من المختارة وبعقلين، معَ الشيخ الجواد ومعكم نتابعُ المسيرة، نَعشقُ المواقفَ المشرِّفة، نتعلَّمُ الثباتَ ونُعلِّمُه لأولادِنا، نجاهدُ جهادَ الشرفاءِ، ونوكّدُ صدقَ الولاء، منذُ ذلك الحين، ونحن معكم ومعَ مشايخِنا الأتقياء الأعيان، على مدى خمسينَ عاماً عرفانياً كنَّا دائماً نرفُدُ العلمَ بالعمل، ونُرْسي مبادئَ الإسلام والإيمانِ والتوحيد، منذُ ذلك الحين، ونحن معكم ومعَ أبناءِ التوحيد كنَّا نتمرّسُ في حماية العلَمِ الوطنيِّ، ونتابعُ مهمَّةَ الدفاعِ عن الثغور العربيةِ الإسلامية، كما فعل أجدادُنا الميامين، عبر قرونٍ وقرون، منذُ ذلك الحين، ونحن معَكم كنَّا مستعدِّينَ دائماً لصَونِ العيش الواحدِ، ومعكم ومعَ بطريرك المصافحة والمسامحة ومعَ أهلِ الجبل الشرفاء عقدنا المصالحةَ التاريخية وأرسينا مداميكَ الوحدةِ وطوينا الصفحةَ الأليمةَ إلى غير رجعة، وأكّدنا للعالم كلِّه أننا أهلٌ للمحبة والرحمةِ والمعروف، وقلنا لصاحب الغبطة ولأصحاب السيادة ولكلِّ ابناءِ الوطن: إنّ الجبلَ هو قلبُ لبنان، هُوَ الفؤادُ إذا ما طـابَ أو نَزفــا إنْ صحَّ نبضاً وعيشاً صحَّ موطنُنا وإنْ هوينا هوى لُبنانُنـا أسفــا
صاحبَ الرعاية، أيُّها الكرام، لم يكنِ الحفاظُ على هذا الإرثِ الوطنيِّ وهذا العيشِ بالأمرِ السهل، بل تطلَّبَ منَّا، نحنُ أبناءَ الجبلِ، الجُهدَ والتضحيةَ والحكمةَ والشجاعةَ، بعيداً عن الغرضيةِ البغيضةِ والانقسام، فكنَّا دائماً نواجهُ التحدّي بالتجذّرِ في الأرض، والثباتِ في المعتقد، وبتأكيد الهويّةِ الوطنيّة. لم نَحِدْ يوماً عن الثوابت والمبادئ… لم يتخاذلْ أجدادُنا… لم يعتكفْ آباؤنا… لم تكنْ لدينا أطماعٌ ومُخطّطاتٌ وولاءاتٌ خارجية، بل كان ولاؤُنا دائماً للأرض المضمّخةِ بدماء أهلِنا وعَرَقِهم ودموعِهم، ولم يكن مشروعُنا إلاّ قيامَ الدولةِ العادلةِ الجامعة… وإذا كان سلاحُنا بالأمس سيفاً وبندقية، فسلاحُنا اليومَ هو العلمُ والمعرفةُ والكلمةُ الطيّبة والمواطَنةُ الحقَّة والصوتُ الحرُّ والموقفُ الثابتُ لحمايةِ الوطنِ والجبلِ العصيِّ على الانحناء.
أيُّها الأخوةُ والأبناءُ الأوفياء، أيُّها العرفانيُّون، لقد تجلَّى القيامُ بالواجبِ مراراً بمواقفِ الدفاع عن الأرض، عبرَ التاريخ القديم والحديث، بسواعدِ الرجالِ الأشاوسِ من جبلِ لبنانَ والساحلِ ووادي التيم، لكنَّه كان يتجلَّى كذلك في محطَّاتٍ مِفصليةٍ من تاريِخِنا بالحضور الوطنيِّ، وبالعملِ الهادفِ والمشاركةِ الفاعلة. وهذا ما نؤكّدُ عليه اليومَ، من موقعِنا المسؤولِ والمنفتحِ على الجميع، في مواجهةِ التحديات الداهمة والاستحقاقِ الانتخابيِّ الحالي، وبدافعِ الحفاظِ على الوجود والكرامة، ومن أجل مصلحةِ الوطن، بعيداً عنِ الاستهتارِ واللامبالاة، وبغضِّ النظر عن الحجم العددي للطائفة، قائلين ما قُلنا سابقاً: “إنْ حاولَ البعضُ تحجيماً، فواعَجباً لا تحصرُ المجدَ أحجامٌ وأعدادُ”
أيُّها الأخوةُ الكرام، التغييرُ أمرٌ طبيعي، يتطلَّبُ التنافسَ الإيجابيَّ ويؤكِّدُ التوقَ نحو الأفضل، لكنّنا لا نريدُه أن يَحمِلَ معنى التَّحدي السلبيّ، أمَّا المشاركةُ الوطنيةُ فحقٌّ وواجبٌ، تتجلَّى فيها روحُ الوفاءِ، والوفاءُ شيمةُ أهلِنا وشيوخِنا الأجلَّاء، وفي طليعتِهم الشيخ أبو محمد جواد والشيخ أبو حسن عارف رحمهما الله، ومشايخُنا الثِّقاتُ الذين تميَّزوا برجاحة العقل وطهارة النيّة، والذين أكَّدوا على الموقفِ التوحيديِّ المسؤولِ إلى جانب القيادة الحكيمة لتحصين الطائفة وتثبيت الوجود، وهو ما كان له الوقعُ والأثرُ في المفاصلِ التاريخية. وهذا الموقفُ الثابتُ والمبارَكُ والدائمُ، يُعبِّرُ عنه مشايخُنا اليومَ بتجرُّد، وقد أوحى به لنا بالأمس القريب شيخُنا الجليلُ الشيخ أبو صالح محمد العنداري حفِظه الله، بحكمتِه المعهودة وبركتِه الروحانية، بأنّ “الواجبَ يقضي بتحمُّلِ المسؤولية وبالعملِ الدؤوبِ لصالح الطائفة والمحافظةِ عليها وحمايتِها وصونِ هيبتِها”.
ونحنُ بدورِنا نقول: “إنَّنا طائفةٌ أساسيّةٌ ومؤسِّسة في هذا الوطن ولا يجوزُ أن نتنازلَ عن قرارِنا، وإنَّ واقعَ النظامِ السياسيّ اللبناني يَفرِضُ علينا ألَّا نقفَ على الحيادِ في اختيارِ مَن يُمثِّلُ كرامةَ الجبل، وأن نحافظَ على وجودِنا بكلِّ عزمٍ وقوَّة، فالمحافظةُ على الطائفة تعني المحافظةَ على الوطن، والوطنُ يعتزُّ ببني معروفَ الموحِّدين الدروزِ الذين ما خانوا ولا هانوا، وما اعتدَوا ولا قبِلوا الاعتداء، والذين صدق بوصفِهم صديقُنا سعادةُ السفير السعودي وليد البخاري حين قال: “الموحِّدونَ متواضعونَ بدونِ ضَعفٍ وأقوياءٌ بدونِ غُرور”.
أيُّها الأخوةُ والأبناءُ الأعزَّاء، أيُّها العرفانيُّون، فلنكنْ مُدركينَ للتاريخ وأوفياءَ للتضحيات وأمناءَ على المستقبل، ولنكنْ حريصين على وحدتِنا ومنفتحينَ على إخوانِنا في الإيمان وشركائنا في الوطنيَّة، ولنا في الأصدقاءِ المخلصينَ وفي الأشقَّاءِ العربِ خصوصاً السندُ والرجاء، بما لهم عندنا من مواقعَ مميَّزة في التاريخ وفي الوجدان، وبما لنا عندهم من نُخَبٍ مرموقةٍ وفلذاتِ أكبادٍ عزيزة، ما يجعلُنا لا نَفقُدُ الأملَ بلبنانَ ولا نيأسُ من عودتِه الحتميَّةِ إلى حقيقةِ رسالتِه. وها نحن نأتي إلى موقعِنا هذا، لا لشيءٍ إلّا لبناء المؤسسات وجمع الشمل تحت سقف التوحيد والوطنية، لا بالمناكفة والانفعال، بل بمواجهة التحديات بالحكمة والعقل والإقدام، مقدِّرينَ ثقتَكم الغالية قيادةً ومُجتمَعاً، وحاملينَ بأمانةٍ رسالةَ مشيخة العقل، وهي جوهرُ رسالةِ العِرفان، متمنّين لمؤسستِنا التوحيديةِ السيرَ إلى الأمامِ بخُطىً واثقة ومدروسة، وراجين أن تبقى متألّقةً دائماً، بما لديها من رؤيةٍ للتطوير والتحديث، ومن إرادةٍ لبناء السلام وعِمارة الأوطان. لكم نقدِّمُ التهاني، وبكم نَفرحُ أيُّها الأحبَّة، وأقولُ ما قُلتُ يوماً لرفاقِكم المتخرِّجين: كونوا السلامَ وعَمِّروا الأوطانــا وَخُذُوا من العِرفـانِ زادَ حياتِكـم ومتى انطلقتُم للجهادِ تَشبَّثـوا وإذا امتُحِنتُم في الحياةِ فعزِّزوا الــ
صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز البيان التالي:
ينوّه المكتب الإعلامي في مشيخة العقل بالنقاشات الايجابية الراقية والمسؤولة التي تحصل في بعض البرامج التلفزيونية وتدل على ان اللبنانيين واعون لوضع وطنهم وحريصون على ايجاد الحلول المناسبة، للخروج من الأزمة المعقدة الراهنة. فالجميع متأثرون بالحرب، وما يسببه العدوان من سقوط شهداء وجرحى، عدا التدمير الممنهج للقرى والتجمعات السكنية وتعاظم الاعمال العسكرية والحربية، بما في ذلك الاستهدافات والاغتيالات التي تطال الجسم الإعلامي ايضا وآخرهم الحاج محمد عفيف.
وقال البيان: ان مشيخة العقل تحث الجميع على وعي وإدراك دقة وخطورة المرحلة، والترفّع عن السجالات العقيمة وتسجيل النقاط الوهمية، فيما البلد ينحدر بسرعة نحو المجهول، والانهيار يتزايد يوما بعد يوم”.
تشرين الثاني 18, 2024
0
سماحة شيخ العقل دان استهداف الجيش مطالبا بدعمه وتوسيع دوره بسط سلطة الدولة اولوية بعد الحرب
دان سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى “استهداف العدوان الاسرائيلي الغاشم للجيش اللبناني، وسقوط شهيدين جديدين من العسكريين وعدد من الجرحى في سهول بلدة الماري-حاصبيا”.
واذ تقدم من المؤسسة العسكرية وذوي الشهيدين بالتعازي، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين، رأى في بيان، ان “التضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها الجيش، انما تجسّد عقيدته العسكرية والوطنية، والتي ينبغي الحفاظ عليها، من خلال دعم المؤسسة العسكرية والالتفاف حولها وتطوير قدراتها. ومن اجل تمكين الجيش من القيام بالمهام المطلوبة منه، وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، بما في ذلك ضمان انتشاره الواسع في الجنوب، والى جانبه قوات “اليونيفيل” الدولية، كاولوية مطلقة بعد وقف اطلاق النار، الذي نرجو ان تسفر الاتصالات والجهود المبذولة عن الاتفاق حوله وانهاء الحرب”.
تشرين الثاني 18, 2024
0
سماحة شيخ العقل: علينا بالوعي والحكمة والتضامن والصمود لتجاوز الحرب وانبعاث الوطن من جديد
رأى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ان “لبنان لن يموت وسيبقى لبنان التنوع والرسالة، مهما فعلت الحرب وبلغ عدد الشهداء ودمرت البيوت والمؤسسات وتضاعفت الخسائر، ستنتهي الحرب وعلينا أن نفكر بما بعدها، ليزدهر لبنان وينبعث من جديد. وكنز لبنان لا ولن ينضب بطاقات ابنائه ومبدعيه، فوسط أجواء الحرب نسمع الكثير من المبادرات لدى الشباب، مبادرات عملية واستثمارية تؤكد باننا شعب حي وقادر ان ينهض من تحت الركام. في المقابل يحتاج الامر الى الحكمة والوعي والوحدة وتضافر الجهود، من هنا كانت خطوة القمة الروحية لتعزيز هذا الواقع وتلك القيمة اللبنانية”.
اضاف في حديث لبرنامج “صالون السبت” على اذاعة الشرق: “نعيش مرحلة تاريخية مفصلية معقدة ودقيقة في ظل الحرب العدوانية التدميرية الخطيرة التي توحي وكأن لبنان الى نهاية وزوال ولكن هذا امر مستحيل، وثمة تجارب تاريخية حصلت وبقي لبنان صامدا رغم الحروب والمآسي التي مرت عبر التاريخ، كذلك التجربة اللبنانية تؤكد ذلك. فالتنوع في لبنان ضمانة بقدر ما يمكن ان يكون مصدرا للخلافات”.
مشيرا إلى ان “القمة الروحية كان الجميع فيها على نفس المبدأ والتوجه وكان نقاش ووجهات نظر متباينة احيانا ولكن التقينا على المحبة على الرحمة على المودة على الوطنية، واكدنا على اهمية لبنان الواحد وعلاقاته وانتشار شبابه في العالم، مما يعني ان البلد غير متروك ولن يتخلى المجتمع الدولي عنه، ولكن علينا نحن ان لا نتخلى عن انفسنا وعن وطننا. تلك مسؤولية داخلية تقابلها مسؤولية المجتمع والأصدقاء. لا ادعي لنفسي انني كنت وحدي بهذا المسار في القمة، فلو لم يكن هناك دعوة صادقة من غبطة البطريرك (الراعي) وهناك تقبل صادق وشعور بالمسؤولية في هذا الوقت الحرج من الجميع، لما تسهلت القمة”.
وتابع: “نادينا بالقمة منذ فترة طويلة وتعثرت لأسباب ولمتغيرات لكن هذا الوقت كان مناسبا وتلاقت افكارنا ونوايانا وقلوبنا على ضرورة ان نحرّك الوضع بمسؤولية، مسؤولية روحية وأخلاقية على رؤساء الطوائف تجلت في اللقاء اولا، تحت شعار اطلقته منذ البداية، الحياد عن كل ما يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، لان لبنان لا يستطيع ان يكون محايدا عن كل الأمور ولا منحازا الى اي مكان، بل يتعامل مع الجميع بحكمة وعقلانية وبمحبة. واجبنا كلبنانيين ان نتفهم بعضنا بعضا ونحترم مودّات بعضنا وارتباطاتنا الروحية، وان يكون الولاء للوطن، الواجب الوطني بان نكف عن اعلان الولاء للخارج. فلتكن صداقاتنا وعلاقاتنا الطيبة شرقاً وغرباً ولكنها تصب في خدمة لبنان، فهو بحاجة الى الجميع وموضع تقديرهم، وليس على قاعدة التبعية التي قد تساعد في تغليب فئة على اخرى وهذا مكمن الخطر في ضرب الصيغة اللبنانية.
ومضى يقول: “العدوّ الإسرائيلي يخترع الذرائع، لتنفيذ مخطّطاته وتحقيق أطماعه، فهو جارٌ لا يُصدَّق ولا يُركَن إليه، الحكمة ان لا نستدرج الى الحرب، الحكمة التي اطلقها “وليد بك” وأطلقناها بان لا نستدرج الى الحرب. لبنان محكوم بطوق من التناقضات تكاد تمزقه وبتحديات كبيرة، ولكن العلاقات والولاءات الخارجية تزيد الأمور تعقيدا. علينا ان نتقن علاقاتنا الدولية مع الخارج، مع الدول صاحبة القرار، اسناد الأخوة بعضهم لبعض واجب، ولكن ضمان وسلامة الوطن هي الأهم وتحييده عن المخاطر هو الأوجب. المقاومة السياسية والدبلوماسية أجدى، يبقى لبنان الصغير بحجمه والكبير برسالته هو بحاجة الى الحياد في كثير من الأحيان وبحاجة للموقف لا للحياد، حيال القضايا المطروحة، فالقضية الفلسطينية مثلا شائكة ومعقدة لن يحلها لبنان وحده وهي موضع اهتمام دولي، والهمجية الاسرائيلية يجب ان تكون دافعا للمجتمع الدولي، لكي يساهم في ايجاد حل لقيام دولة فلسطينية. كما ان اهمية القمة في ترجمة ما نتج عنها، ليكون ذلك تحدّيا امام الجميع، وتبقى اهميتها ايضا أنها أكّدت على دور المرجعيات الروحية في بث روح التضامن والمحبة وساهمت في خلق اجواء من التفاؤل والاطمئنان والأمل الى حد كبير. كما وحدت المواقف حول الثوابت حتى تضمن سلامة الدولة ومنع الفتنة. فهناك اجواء مشحونة وانفعالات، أهمية القمة انها جمعت الرؤساء الروحيين على الثوابت، واكدنا على مرتكزات مهمة: العودة الى الدولة بشروط الدولة، وعلى الواقع المتأزم الذي لا يقبل المماطلة، طالبنا بوقف فوري لاطلاق النار، بانتخاب فوري لرئيس الجمهورية، بتطبيق فوري للقرار 1701 وبتجهيز الجيش ونشره فوراً في المنطقة الحدودية ليقوم بدوره. فهناك إلحاح لتطبيق بنود البيان، فتلك أولويات إذا قدرنا ان نستقطب الرأي العام العالمي وتفهُّم الدول الكبرى وعطف الدول الشقيقة والصديقة لوقف العدوان الإسرائيلي وإدانته وإنهاء الحرب، عندئذ يكون انجاز كبير”.
وحول سؤال عن الفتنة وتخريب تمثال الأمير مجيد، قال: الامر متروك “للمير طلال” وممكن ان تكون في اطار السرقة وربما تكون اكبر، والحوادث التي تتنقل وتتكرر في الجبل يجب تطويقها بسرعة، وان لا تكون سببا في اشعال فتنة، وان لا نضخم الأمور، وكان تواصل معنا من قيادة الجيش، فيجب ان لا نخلق ذرائع للفتنة”.
ورأى سماحته ان “الساحة اللبنانية مفتوحة على الفتن والفوضى وبقدر ما نطوقها بالوعي والحكمة والروح الوطنية، فلا شماتة ولا مكابرة ولا تحدٍّ ولا استقواء، بل تواضع ومحبة وتضامن وتعاطف، والمطلوب اليوم أن نستوعب ما يجري، وألا ننجر الى فتنة داخلية. كما ان الساحة مفتوحة للمخابرات العالمية، وهذا البلد معرض ليكون ساحة مستباحة بقدر ما نحيده عن هذه المسائل بقدر ما ننجح ونؤكد على وحدتنا الوطنية ونضمن بلدنا”.
وحول الانتخابات الأمريكية، قال: “علينا انتظار النتائج، وبرأيي مهما كانت الانتخابات مهمة، فلا تغير من ثوابت السياسة، لذا، يبقى تفاهمنا نحن كلبنانيين هو الأهم”.
وردا على سؤال حول أسباب الحرب، قال: “لا بد ان نعود الى شروط الدولة وبان يكون هدفنا هو بناء الدولة وما يتطلب من انتخاب رئيس للجمهورية بأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق (هذه العبارة التي انقذت الموقف)، بناء الدولة والالتزام بالدستور، علّ اصواتنا تصل الى السياسيين. اننا نعمل على لجنة متابعة، لكي تطرق ابواب السياسيين وتحرك الأمور والكل لديهم رغبة في وجود هذه اللجنة للمتابعة وتحركها على مستوى رفيع، فتلتقي اللجنة الخماسية وتتحرك ايضا باتجاه المسؤولين السياسيين ليساعدونا ونساعدهم، يساعدونا بالضغط، ايجاد طريق تؤدي الى حل ، لتمهيدها وازالة الاشواك ان كانت من قبل هذه الدولة او تلك يجب ان تزال، ان يكون ضغط لاحتضان عربي اكتر او دعم فرنسي او اميركي ، على الدول ان تساعد ولكن يبقى ان يتحمل المسؤولين عندنا مسؤوليتهم ويساعدوا المجتمع الدولي للوصول الى حل، وايجاد مساحة مشتركة مع المجتمع الدولي. فالحوار سبيل والتشنج يعقد الأمور ويبعد الحل، نحن في حالة حرب وشبه يأس من الواقع المعاش، علينا ان نخفف من التشنج ورفع صوت الحكمة والدعوة الى التضامن والوحدة الوطنية. سنحاول قدر الامكان ان نقوم بواجبنا، اقمنا القمة الروحية والبعض طرح علينا اقامة قمة اغاثية ايضا”.
وبالنسبة للنزوح قال سماحة الشيخ ابي المنى: “منذ اللحظة الأولى كان هناك خلايا أزمة من وليد بك وكل القيادات السياسية في الجبل والبلديات والمجتمع الأهلي، وكان لديهم الحرص الكافي على الاستضافة ولبوا النداء الذي اطلقناه جميعنا لاستضافة النازحين واعتبارهم ضيوفا مكرمين في المدارس والمراكز وفي البيوت. هذا الموضوع يحتاج اليوم الى تنظيم وضبط كي لا يكون هناك مشاكل، تفاهمنا مع وليد بك وحرصنا على حسن الاستضافة على ان يبقى زمام الأمور في يدنا في يد المجتمع المحلي والبلديات والقوى الأمنية، لمنع الخلل وكي لا تحصل اساءة الى النازح ولا الى المقيم. واجبنا المحافظة على اهل البلد وعلى اهلنا، وحتى في بيع الأراضي والعقارات هناك خوف اذا كانت هناك خطة ممنهجة لتغيير ديموغرافي، واسرائيل تسعى لهذا التغيير، نحذّر من البيع، وندعو الى ضبط الأمور وعدم التسرع، ان بعض البيوعات تحصل هنا وهناك لن تغير وجه الديمغرافيا الاجتماعية، ولكن اذا كان ضمن خطة ممنهجة واعداد كبيرة تسعى الى الشراء ومدفوعة الى تغيير سكنها، فربما تكون مشكلة اجتماعية ونوعا من القنابل الموقوتة التي تنفجر، نتداركها بتوجيه ابنائنا، فأرضنا ليست عقارات للبيع تراثنا وقيمنا وتاريخنا وعرقنا لن نتخلى عنها امام مغريات مادية، ربما تكون مخططات لدفع الجنوبيين المتعلقين والمتشبثين بأرضهم وسيعودون فورا الى ارضهم مع وقف اطلاق النار. قرار السلم والحرب لا بد من الوصول اليه وقد يحتاج الى نقاش طويل، يجب ان يكون التوجه بوجوب القرار بيد الدولة ربما يأخذ وقت طويل وبهذا الوقت يجب ان نتحاور ونتلاقى ونخفف من لهجة التخوين والتشنج ولا يسعني الا ان اشد على يد المسؤولين وان احفزهم واحملهم المسؤولية”.
وختم سماحته: “رسالتي اليوم انه الوقت الأنسب لكي نتخلى عن انانياتنا ونتمسك بالوحدة الوطنية ونحترم الدستور والدولة والى تضامن وطني والثقة بين بعضنا البعض وتغليب منطق الدولة على اي منطق آخر. انتخاب الرئيس يعطي ثقة للمجتمع الدولي بلبنان فرئيس الجمهورية مدماك اساسي في بناء الدولة وهذا المدماك يجب ان يكون قائم وموجود بالإضافة الى المداميك الأخرى، لتكتمل هيكلية الدولة وعقد المؤسسات . نحن طائفة اساسية تتحمل المسؤولية، نحن من الطوائف المؤسسة للوطن ولن نتخلى عن وطننا والدولة هي المظلة الحامية لنا جميعا، وكل ما يمكننا ان نقوم به من اجل هذه الدولة وهذه الأرض يجب ان لا نقصر. الوطن يحتاج الى مواقف موحدة، فالخوف يبدّد بالتضامن وبتأكيد ثقافة الصمود، لقاءاتنا دائمة لخير الطائفة وللوطن، فالطائفة جزء اساسي في هذا الوطن ولو كان عددها لا يوازي اعداد الطوائف الكبرى ولكن هي طائفة أساسية، فوحدتها وموقفها يصب في وحدة الوطن وموقف الوطن العام. التحية للرؤساء الروحيين جميعاً، ومهما قيل أن هناك تباينات وتجاذبات في القمة الروحية، كنا جميعنا في مستوى الوعي والحكمة والتعاون للإتفاق على النقاط المتقدمة جداً في موضوع الولاء الوطني وفي الموضوع الدولي وهذه خطوة متقدمة جداً يجب أن نستفيد منها. وأحيي كل الرؤساء الروحيين والمساعدين الذين ساعدونا للوصول الى هذه النتيجة وسنستكملها ان شاء الله.
لقاءات
واستقبل سماحة شيخ العقل في دارته في شانيه الأخوة حسين وملهم وبهاء القضماني بمناسبة فوز شركتهم Grapeful الشقيقة لشركة عسل جبل الشيخ بالجائزة الكبرى في مسابقة الابتكار الغذائي العالمي في باريس بمناسبة العيد ال 60 لمعرض سيال للأغذية. كما استقبل مجموعة من الاعضاء المؤسسين لجمعية “اعادة تأهيل الانسان والبيئة Hero”، بعد اجتماعها الاول في مكتب شركة B5 للدراسات الاستثمارية في عاليه، والتي تضم اعضاء من معظم المذاهب والمناطق اللبنانية.
وعقد سماحة الشيخ ابي المنى اجتماعا للجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، والتي بحثت في برنامج عملها وحول كيفية تعزيز ثقافة الصمود في ظروف الحرب التي تعيشها البلاد، وقدم له العميد الدكتور غازي محمود مقرر اللجنة الثقافية كتابه “الآفاق المالية والاقتصادية لثروة لبنان النفطية”.
تشرين الثاني 4, 2024
0
سماحة شيخ العقل اتصل بالامير طلال ارسلان مستنكرا تحطيم تمثال والده بطل الاستقلال وداعيا السلطات الامنية والقضائية للكشف عن الفاعلين ومعاقبتهم
اجرى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى اتصالا هاتفيا برئيس الحزب الديموقراطي اللبناني عطوفة الامير طلال ارسلان مستنكرا ومدينا العمل الجبان والمشين، الذي قامت به أيادي الفتنة، باقدامها على العبث وتحطيم تمثال بطل الاستقلال الأمير مجيد أرسلان في خلدة.
ودعا سماحة الشيخ ابي المنى في هذا السياق “الاجهزة والسلطات الأمنية والقضائية اتخاذ الإجراءات المناسبة، لكشف الفاعلين ومعاقبتهم على اعتدائهم السافر وتطاولهم على أحد الرموز الوطنية وما يمثله في وجدان أبناء الجبل والوطن”.
المجلس المذهبي برئاسة سماحة شيخ العقل يدعو صنّاع القرار الدولي للضغط الفاعل لوقف الحرب ويشكّل خليّة دعم الصمود الاجتماعي
عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه الشهري برئاسة رئيس المجلس سماحة شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى، لمناقشة قضايا داخلية وشؤون وطنية وعامة، وما يتعلق منها بتداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وأصدر بشأنها البيان التالي:
أولًا: عبّر المجلس عن قلقه العميق إزاء اخفاق مساعي وقف الحرب، الأمر الذي أتاح للعدو الإسرائيلي القيام بالمزيد من الأعمال الحربية التدميرية القاتلة، مناشداً المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، ممارسة الضغط الفاعل على حكومة العدو، لإلزامها بوقف فوري للحرب نظرًا لمخاطرها الكبيرة على الأمنين اللبناني والإقليمي-الدولي.
ثانيًا: يؤكّد المجلس دعمه جهود الدولة اللبنانية، ممثلة برئيسي مجلس النواب والحكومة والمراجع السياسية المخلصة، ومساعي الجميع مع صنّاع القرار الدولي، لتنفيذ القرارات الدوليّة المتعلّقة بلبنان، لا سيما القرار الأممي 1701 كاملا، باعتباره الطريق الأنسب لوقف الحرب واستعادة السيادة اللبنانية.
ثالثًا: يرى المجلس بأن التهديدات المتعاظمة التي يطلقها العدو الإسرائيلي والانتهاكات التي تطال المستشفيات والمراكز الصحية والإغاثية والإيوائية والإعلاميين، واستمراره في ارتكاب المجازر البشرية المروّعة وتدميره المساجد والكنائس ودور العبادة ومحو وازالة أحياء وقرى بكاملها خاصة في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت بلا وازع، انما يؤشر إلى مضي العدوّ في جرائم الحرب، كل ذلك يتطلب من الدولة خططًا استثنائية عاجلة وشاملة، على مختلف المستويات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة والاقتصاديّة.
رابعًا: ينوّه المجلس بالقمة الروحية الإسلامية المسيحية التي عقدت أخيرا في بكركي وببيانها الختامي الذي ينطوي على ثوابت وطنية تعكس ميزات لبنان الحضارية ووحدته الجامعة، التي تبقى الحصن الأساس في مواجهة التحديات الوجودية، كما يشيد بمواقف رؤساء الطوائف الروحية الحكيمة، وخصوصاً ما أكّد وسعى اليه سماحة شيخ العقل رئيس المجلس الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، من دعوة إلى لمّ الشمل وعدم استقواء أي طائفة على أي من شركائها في الوطن، وما يتلاقى ايضا مع فحوى الاجتماع الاستثنائي للهيئة العامة للمجلس المذهبي الذي انعقد في بلدة شانيه لدعم وتعزيز الصمود في وجه المخاطر، وتأكيد قدرة الدولة على التفاوض عن نفسها بنفسها.
خامسًا: يتبنّى المجلس مضامين لقاء السبت الفائت في “خلوات القطالب الزاهرة” في بعذران، خاصة لجهة تأكيده على واجب احتضان الضيوف النازحين، وتقديم يد العون والإغاثة وسبل التكافل الاجتماعي، انطلاقا من القيم التي يتمتع بها ابناء الجبل ومن مبادئهم الإنسانية النبيلة والارتفاع إلى مستوى المرحلة الاستثنائية. ويدعو الدولة وهيئة الطوارئ الوزارية وجميع المعنيين إلى توفير الرعاية المطلوبة لهم، والتعاون مع القوى الأمنية في كل ما يؤول إلى حفظ الأمن وتثبيت الاستقرار، محذرًا في هذا السياق من عمليات بيع وشراء العقارات التي قد يستغلها سماسرة وتجار يستفيدون من اجواء الحرب الدائرة وكأنهم ينفذون مخططات العدو دون دراية.
سادسًا: يرى المجلس أنّ اللبنانيين، وبعد مضيّ أكثر من سنتين على الفراغ في رئاسة الجمهورية، يحتاجون إلى تحصين الدولة والنهوض بمؤسساتها وتعزيز مقومات صمودها، الأمر الذي يستوجب الإسراع في انتخاب رئيس جامع، بأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، والعمل بعدها لتشكيل حكومة فاعلة، مع الالتفاف الوطني حول الجيش والمؤسسات الأمنية ودعمها، لتشكل تلك الخطوات قوة مواجهة فعلية امام الأخطار المحدقة بالوطن ومستقبله.
سابعًا: يقرّر المجلس تشكيل خلية الصمود لمواكبة مستجدات الحرب وتداعياتها، ويطلق لهذه الغاية نداء التبرع لدعم خلية الصمود لتمكينها من القيام بواجباتها ومساندة المحتاجين من أبناء الطائفة والوطن.
تشرين الثاني 5, 2024
0
02
تموز
2024
المجلس المذهبي برئاسة سماحة شيخ العقل حيّا الموحدين المعروفيين المتمسكين بعروبتهم لتسوية ينتصر بها الجميع وعدم ترك العقل التعطيلي سائداً
عقد مجلس ادارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه الشهري برئاسة سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى – رئيس المجلس في دار الطائفة في بيروت وناقش مسائل مجلسية وقضايا عامة مطروحة في ضوء المستجدات الراهنة، وأصدر بشأنها البيان التالي:
أولًا: يحيّي المجلس الأخوة “المعروفيين” الموحدّين من أبناء فلسطين المحتلة، المدافعين عن هويتهم العربية والمتمسكين بقرار رفضهم التجنيد الإجباري في صفوف الاحتلال الذي يرتكب جرائم الإبادة الوحشية الموصوفة بحق الأخوة الفلسطينيين.
واذ يثمّن المجلس تلك المواقف النابعة من تاريخ طائفتنا الحافل بالأمجاد وتراثنا العربي المسطّر بالبطولات ونهج قادتنا ورجالنا المكلل بالتضحيات الكبيرة والدماء الزكية في سبيل القضية الفلسطينية، يؤكد مجددا ان المسلمين الموحدين الدروز لم يحتاجوا يوماً لحمايةٍ من أحد ولم يكونوا مرتهنين لأية جهة، وسيبقون خط الدفاع الأول عن انتمائهم القومي العربي الذي يتمسكون به منذ فجر الإسلام وحتى اليوم.
ثانيا: توقف المجلس عند التحذيرات الخارجية الاخيرة حول توسيع نطاق الحرب في لبنان وحجم البيانات المحذرة والصادرة عن الدول بهذا الخصوص، ورفع منسوب القلق الذي فعّله انخراط قوى اقليمية بترساناتها العسكرية، مع إدراك الجميع عدم قدرة لبنان على تحمل تداعيات هذه الحرب. متوجها الى الدول الشقيقة والصديقة لضرورة دعم لبنان الرافض للحرب، ومساندة دولته وعدم تركه فريسة حكومة العدو المتعنّتة، من خلال ممارسة الضغوط عليها لإلزامها تنفيذ القرار 1701 والتفويت عليها فرصة إشعال حرب واسعة، تضع المنطقة بأسرها على فوهة بركان، بعد مرور تسعة أشهر على حرب الإبادة الوحشية التي بدأتها على الشعب الفلسطيني.
ثالثا: يدعو المجلس جميع المسؤولين والقوى السياسية للتداعي الفوري فيما بينها، من أجل التلاقي والتشاور حول القضايا المصيرية الكبرى التي تواجه البلاد، اذ من غير المقبول بتاتا ترك التعطيل سائدًا حتى النهاية، بعدما أصبحت سمة التعايش معه كأنها قدر محتوم، وهو يأبى للوطن الخلاص من أزماته، غير آبه بالمبادرات الوطنية والصديقة المخلصة، التي سعت وتسعى لإنقاذه من دائرة الازمات التي تحوط به والتي أوصلته الى هذا الدرك من الانهيار.
رابعًا: يرى المجلس أن الحوار الوطني المسؤول بات حاجة ماسة، يتطلع من خلاله إلى اتفاق سياسي ينجز الملف الرئاسي أولا باعتباره المدخل الأساسي للحلول، ويُفضي إلى النهوض بالوطن ومعالجة الملفات المستعصية لاستعادة الثقة به، انطلاقا من تجاوز المواقف الانقسامية المتصلبة السابقة والبدء بخطوات اصلاحية يتوق اليها الوطن وابناؤه. ويرى المجلس أن انكفاء أي فئة وأي مسؤول سياسي أو روحي، يُعد تخلّفاً عن المسؤولية وتخلّياً فاضحاً عن الانتماء إلى الوطن، بمميزاته وتنوعه وصيغته الفريدة التي نشأ على اساسها.
خامساً: مع قرب انتهاء ولاية المجلس المذهبي الحالي، وبدء التحضيرات للانتخابات الجديدة استجابة للإعلان الصادر عن سماحة شيخ العقل والذي حدد فيه موعد الانتخابات بتاريخ ٢٥ آب 2024 المقبل، فإن المجلس يدعو في هذا السياق كل من له حقّ الترشح والانتخاب، للمشاركة في هذا الاستحقاق، آملاً في وصول أصحاب الكفاءة، للمساهمة الفاعلة في قرارات المجلس الآيلة للنهوض بالطائفة وتطوير مؤسساتها.
تموز 2, 2024
0
09
حزيران
2024
توضيح من المكتب الاعلامي في مشيخة العقل والمجلس المذهبي مشيخة العقل لم تخوّل احدا النطق باسمها
صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل والمجلس المذهبي التوضيح التالي:
تعقيبا على ما نشره مقرر اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ سلمان عودة على صفحته الخاصة تحت عنوان: “مثل ما بدّو الفاخوري يركّب أُذن الجرة”، والذي نقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تعيين القضاة الجدد في المحاكم المذهبية الدرزية، يهم المكتب التأكيد على ان ما ورد في المنشور المذكور من قدح وذم وتشكيك واتهام يفتقر الى الدقة والموضوعية ولا يمثل في الحقيقة سوى رأي صاحبه فقط، ولا تتبناه مشيخة العقل ولا المجلس المذهبي، الذي لا يدّعي أن دوراً قانونياً له في عملية تعيين القضاة، الى غيرها من جملة المغالطات، التي من شأنها أن تعرّض صاحبها للمساءلة القانونية والقضائية.
ان مكتب الاعلام الذي يربأ بنفسه الدخول في سجالات لا طائل منها، يؤكد أن مشيخة العقل لم تخوّل احدا النطق باسمها، وبالتالي كان يتمنى على الشيخ عودة مناقشة الموضوع ضمن الدائرة الضيقة والمسؤولة، باعتباره عضوا في مؤسسة المجلس المذهبي ومقرراً للجنة الدينية في المجلس، وليس عبر نشر بيانات على مواقع التواصل، تفادياً للوقوع في الالتباس وسوء الظن الحاصلين، مع تأكيد حرص مشيخة العقل على تغليب الجانبين الديني والمسلكي في عملية اختيار القضاة، بالإضافة إلى الكفاءة العلمية.
حزيران 9, 2024
0
04
حزيران
2024
المجلس المذهبي برئاسة سماحة شيخ العقل يدعو للتجاوب مع المبادرات الوطنية لوقف شلل المؤسسات وإنهاء الفراغ الرئاسي
عقد مجلس ادارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه الشهري برئاسة سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة في بيروت، وبحث قضايا مجلسية وشؤونا وطنية وعامة متصلة بالمستجدات الراهنة، وأصدر بشأنها البيان التالي:
أولاً: توقف المجلس عند بعض المداخلات والنقاشات الحاصلة على مواقع التواصل الاجتماعي والمساحات الحوارية الخارجة عن منطق التوحيد والمعروف، بما تتضمنه من طروحات هدّامة وادعاءات وافتراءات تنال من هوية الموحدين الدروز وانتمائهم الإسلامي والعربي، وهم المسلمون ديناً، والموحدون مذهباً ومسلكاً، المتأثرون بالفلسفة والتصوّف والعرفان وحقائق الأديان جميعها، والداخلون إلى عمق حقيقة الإسلام الذي هو الدين عند الله، إذ إنهم أهل التوحيد والإحسان المتمسكون بحقيقة الإسلام والإيمان. ويؤكد المجلس أنه لا يحقّ لمن لم يعش سعادة المعتقد والمسلك أن يحاضر في العفّة والدين والهوية، ومن غير الجائز أن يدّعي أحدٌ التعريفَ بهوية الموحدين الدينية والتاريخية كما يحلو له، مع الاحترام للأشخاص والحريات، ولا يحق لأي موقع أن يفتح المساحات للنقاش حول موضوع الهوية الدينية للطائفة ليصدر أحكاماً عليها ويحدّدها على هواه، فتلك هي مهمة مشيخة العقل والمرجعيات الروحية المؤتمَنة على مسلك التوحيد وكنوزه الروحية وعلى القيم المعروفية الأخلاقية، والذين لولاهم ولولا القيادات التوحيدية الدرزية لكانت الطائفة عرضةً للتفكك والزوال، والمعتقد عرضة للتحريف، والمجتمع عرضة للانحلال. وإذ ينبّه المجلس الأصوات المضلِّلة أو المضلَّلة وداعميها إلى ضرورة الارتداع والتوقّف عن مثل تلك المحاولات البائسة للنيل من مجتمع الموحدين الدروز “بني معروف”، لغايات خبيثة عند أحدهم، أو جهالةً وادّعاءً من آخرين، يدعو مَن لديه سؤالٌ التوجّه إلى المرجع الصالح والمسؤول، فما كان الدين يوماً، ولا قيم المجتمع، لعبةً على طاولة النقاش والمجادلات والمساحات المتحرّرة من الضوابط والقيود. كما يدعو إلى ضرورة التزام الحدود واحترام الأصول، مع الاحتفاظ بحق مشيخة العقل والمجلس المذهبي بملاحقة المسيئين والمدّعين ومقاضاتهم ومعاقبتهم إذا اقتضى الأمر.
ثانيا: لاحظ المجلس مؤشرات التصعيد الاسرائيلي على الحدود الجنوبية ودلالاتها الخطرة، مع اتساع الاعمال الحربية التي تنذر باحتمال تفلت المواجهات الميدانية في أي وقت، داعيا الجهات الدولية والاقليمية لممارسة الضغوط الفعلية على العدو الصهيوني غير الآبه بقرارات الأمم المتحدة والمتمادي في ارتكاب المجازر في فلسطين وفي انتهاك القرارات الدولية لا سيما 1701 مما يدفع باتجاه الحرب المدمرة إذا لم يضع المجتمع الدولي حداً له.
ثالثاً: يدعو المجلس القوى السياسية اللبنانية كافة إلى التجاوب مع المبادرات الوطنية المطروحة مجددا ومع المساعي الداخلية والخارجية الهادفة للوصول إلى توافق، بما يعكس حجم الآمال المعقودة على اهل الحوار لتذليل العقبات والمواقف المتصلّبة والتلاقي على معالجة الأزمات العالقة بروح من التفاؤل لتبديد الهواجس وتحقيق ما يخدم الوطن ومستقبل ابنائه.
رابعاً: يعبّر المجلس عن قلقه العميق إزاء استمرار الأزمة الدستورية الناتجة وسيطرة الفراغ المستشري الذي يضع الدولة بأكملها رهينة انتظار مجريات المنطقة، فيما لبنان المحكوم بالفراغ الرئاسي وشلل المؤسسات وتفكك السلطة ينشد الحل السريع الذي يقي الوطن شرّ المزيد من الانهيارات والدفع نحو المجهول.
خامساً: يدعو المجلس مجدداً الى التمسك بوثيقة اتفاق الطائف الوطني المنصوص عليها في الدستور لأجل حماية لبنان وتأكيد عروبته وتنظيم العلاقات بين مكوناته وصون وحدته الوطنية. واذ يدعو الى التفاهم على آلياتٍ عملية لضمان تنفيذ بنوده كاملة، ينبّه في الوقت نفسه الى خطورة تسلل طروحات تقسيمية واهداف تغييرية للنظام السياسي للنيل من الوثيقة التي كلّفت اللبنانيين الكثير من التضحيات.
سادساً: يتقدم المجلس بالتهنئة من عموم المسلمين ومن أبناء الطائفة خصوصاً بقرب حلول عشر عيد الأضحى المبارك، راجياً أن تحلّ “العشور” والعيد على المجتمع التوحيدي والأمة الإسلامية بالخير، وأن تكون هذه المحطة السنوية فسحة وفرصة متجددة للجميع لترسيخ الإيمان في القلوب، والارتقاء في مسيرة الحياة نحو الأفضل، وبلوغ السلام الحقيقي الذي تنشده الإنسانية، بدءاً من وطننا المهدّد ومن فلسطين الجريحة، وصولاً إلى كل بقعةٍ من بلادنا العربية والإسلامية ومن العالم أجمع.
حزيران 4, 2024
0
07
أيار
2024
اهمال المؤسسات الدستورية يضعف الدولة المجلس المذهبي برئاسة سماحة شيخ العقل دعا الى موقف وطني موّحد لعودة النازحين، والوسطاء الدوليين العمل لوقف الشحن ونزع فتيل الحرب
عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي اجتماعه الدوري برئاسة رئيس المجلس – سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت، وجرى البحث في مسائل مجلسية داخلية ومناقشة القضايا المطروحة، في ضوء المستجدات الحاصلة. وأصدر بشأنها البيان التالي:
أولاً: يبدي المجلس قلقه العميق إزاء جولات التصعيد الأخيرة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتواصلة على لبنان، والتي اتخذت دلالات موغلة في الخطورة، بعد تنفيذ تهديداته تجاه رفح ومدن فلسطينية أخرى وارتكابه المزيد من المجازر البشرية المروّعة في قرى الجنوب الحدودية، وما يخلّفه من دمار هائل للمنازل وخسائر في الممتلكات مما يعزز فرص توسع الحرب.
ثانياً: يدعو المجلس الوسطاء الدوليين والمهتمين بالشأن اللبناني للعمل الفوري على وقف الشحن المتصاعد ونزع فتيل الحرب الموسَّعة حيث لا قدرة للبنان على تحمُّل أوزارها، ويرى في هذا المجال أن تطبيق القرارات الأممية ولا سيّما القرار 1701 بكامل مندرجاته واتفاقية الهدنة عام 1949، وبالتالي تمكين الجيش والقوى الأمنية الاضطلاع بدورهم، من شأنه توفير الاستقرار وضمان الاتفاق وتحقيق الأهداف التي ترمي إليها الجهود الدبلوماسية والدولية، لإنهاء الأزمة القائمة وعدم جرّ المنطقة بكاملها إلى حرب شاملة.
ثالثاً: توقّف المجلس عند ملف النزوح السوري وتداعياته الحاصلة، داعيا في هذا الصدد الى موقف وطني موّحد تجاه الدول الأوروبية والمجتمع الدولي، ينطلق من الهواجس الوجودية والعددية والأمنية والاقتصادية المطروحة لعودة النازحين الآمنة إلى بلدهم، بمنأى عن عوامل الانقسامات والتحريض من جهة، والمغريات الدولية مهما كان نوعها من جهة ثانية. ويرى انه يتوجب على الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي تحمّل كامل مسؤولية الملف ونتائجه وعدم التهاون أو الركون لعواقب الأمور، التي ستكون وخيمة على واقع لبنان ومستقبل أجياله، وبما يهدد هويته ورسالته ومميزات تنوعه.
رابعاً: يأسف المجلس لانخفاض نسبة الآمال المعقودة وما يُعتدّ به لبث روح التفاؤل حيال الاستحقاقات الدستورية، ولقلة حيلة المسؤولين في إخراج ملف رئاسة الجمهورية من حالة العقم المتردية، الأمر الذي يزيد من إضعاف الدولة وإفقاد المؤسسات الرسمية هيبتها، وهي التي تحتاج إلى الالتفاف حولها، خاصة المؤسسات الأمنية منها، لتمكينها من مواجهة التحديات والأخطار المحدقة. وينوّه المجلس في هذا المجال بكل مسؤول حريص على هيبة الدولة، تماماً كما فعل الأستاذ وليد جنبلاط أخيراً، حاملاً قلق اللبنانيين إلى المحافل الدولية ومراكز القرار.
خامساً: جدِّد المجلس تضامنه الكامل مع أبناء مدينة السويداء وأهلها المنتفضين سلمياً من أجل الكرامة والعيش الكريم، والذين لم يتوانوا عبر تاريخهم المشرّف ونضالات قادتهم عن بذل الأرواح وتقديم التضحيات فداء للوطن ورفض المشاريع الفئوية التي تسلخهم عن جذورهم، ويدعو المجلس القيادات الروحية والشعبية في جبل العرب إلى التبصُّر بالأمور وتوحيد الصفوف وعدم الانزلاق إلى أي انقسام أو تصادم دموي، كما ويناشد الدول المعنية بالشأن السوري إلى لجم أية محاولة للتعرُّض للجبل وحراك أبنائه، محذّراً من أية مخططات مشبوهة تستهدف حراكهم السلمي وتنال من وجودهم، وهو ما يُخشى أن تكون له ارتدادات خطيرة على أكثر من ساحة وميدان.
سادساً: يُثني المجلس على عمل الأجهزة الأمنية في ملاحقة منتهكي حقوق الإنسان والآداب العامة، وخاصة ما سُمّي أخيراً بعصابة “التكتوكرز” التي استهدفت القاصرين، وعملت على استغلالهم والمتاجرة بهم، ويدعو الجهات الرسمية إلى التشدّد في ملاحقة مثل تلك العصابات والأفراد وإنزال أشد العقوبات بهم ليكونوا عبرةً لسواهم، صونًا للعائلات والمجتمع. كما يحث الأهل على توجيه أولادهم ومتابعتهم كي لا يكونوا ضحية أولئك المجرمين.
أيار 7, 2024
0
09
نيسان
2024
دان حادثة جبيل ودعا الى ضبط النفس ومحاسبة المرتكبين المجلس المذهبي برئاسة سماحة شيخ العقل يأسف لاستمرار الفراغ الرئاسي ويطالب بالعودة لاتفاقية الهدنة
عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي اجتماعه الدوري برئاسة رئيس المجلس – سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت وبحث قضايا مجلسية وعامة مطروحة، في ضوء المستجدات والتطورات الراهنة، وأصدر بشأنها البيان التالي:
أولًا: يعرب المجلس عن عميق ألمه لاستمرار العدوان الاسرائيلي في ارتكاب المجازر الموصوفة والإبادة الجماعيّة بحق الشعب الفلسطيني، وعن قلقه من تنفيذ الاحتلال تهديداته تجاه مدينة رفح ومدن أخرى، مستهجناً في هذا المجال مواصلة تدفق المساعدات العسكرية من الدول التي يفترض التزامها بقرار مجلس الأمن الأخير لوقف الحرب وسعيها لإنقاذ الشعب الفلسطيني ممّا يتهدده من كوارث، وعلى الأخصّ على مستوى انعدام الأمن الغذائي.
ثانيًا: ينبّه المجلس من مخاطر توسيع الحرب في الجنوب، وما خلّفته اعتداءاتُ العدو الإسرائيلي من خسائرَ جسيمة بالأرواح والممتلكات والبساتين الزراعية، دماراً وإحراقاً على طول الحدود، والتي طالت قوات “اليونيفيل” ومراكز الجيش اللبناني. وفي هذا الإطار يحضّ المجلس الوسطاء الدوليين على اتخاذ خطوات رادعة تكبح جموح المخططات العدوانية وتؤول إلى اتفاق، يوفّر الاستقرار الأمني ويحدّ من الاستنزاف الحاصل، عبر تطبيق القرارات الأممية، لا سيّما القرار 1701 بكامل مندرجاته، وإعادة الاعتبار لاتفاقية الهدنة عام .1949
ثالثًا: يأسف المجلس لاستمرار الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، ولسياسة التسويف الحاصلة حياله نتيجة تغليب الأنانيات السياسية على مصلحة الوطن العليا والذي يكاد يُفضي إلى اليأس في إنجاز الاستحقاقات الدستورية الأخرى والنهوض بالدولة والتخفيف من وطأة الأزمات الداخلية في ظلّ ما يواجه البلاد من تحديات خطيرة مقلقة.
رابعًا: يدين المجلس حادثة خطف وقتل منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان. وإذ يتوجه بخالص التعازي إلى أهله وذويه، فانه يدعو إلى ضبط النفس بأكبر قدرٍ ممكنٍ من الوعي والحكمة والتعالي على الجراح، والى محاسبة المرتكبين والتأكيد على دور الجيش والقوى الأمنية في كشف ملابسات الجريمة ودوافعها.
خامسًا: يتقدم المجلس بالشكر من جميع الرؤساء والقيادات والمسؤولين والشخصيات الذين لبّوا دعوته إلى الإفطار الرمضاني، وعلى الرسائل التي نوّهت بمضمون كلمة سماحة شيخ العقل، التي عكست توجه دار الطائفة الجامع، ويعلن اعتذاره عن تقبل التهاني بالعيد، نظرا للأوضاع التي تمر بها المنطقة.
سادسًا: يهنئ المجلس اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بحلول عيد الفطر المبارك، متمنياً أن تشكل هذه المناسبة الدينية مع مناسبة الفصح المجيد بمعانيهما السامية، فسحةً روحيةً رحبة للتضامن والتراحم، وأن تبعث أملاً جديداً لخلاص لبنان وتعافيه من معاناته وأزماته.
لقاء درزي روحي وسياسي جامع في خلوات القطالب في بعذران وكلمات سماحة شيخ العقل وجنبلاط وارسلان دعت إلى التضامن الداخلي
تشرين الثاني 2, 2024
5:13 م
سماحة شيخ العقل في لقاء القمة الروحية في بكركي للتوافق على خريطة إنقاذ الدولة وانتخاب رئيس الجمهورية ونحذّرَ من الاستقواء بالخارج
تشرين الأول 16, 2024
9:48 ص
سماحة شيخ العقل ترأس اجتماعاً استثنائياً للهيئة العامة للمجلس المذهبي في شانيه: نؤكد على انتمائنا التوحيدي وتمسكنا التاريخي بالهوية العربية الإسلامية جنبلاط: لا بد من انتخاب رئيس والحرب مندلعة
تشرين الأول 7, 2024
5:22 م
سماحة شيخ العقل جال والهيئة الدينية في المجلس المذهبي على مشايخ وخلوات لتعزيز القيم والتضامن الداخلي بوجه المخاطر
أيلول 16, 2024
12:09 م
مشيخة العقل في ذكرى المولد النبوي: لاستلهام روح التسامح وتمتين الصفوف في مواجهة التحديات والعواصف
أيلول 15, 2024
5:32 ص
سماحة شيخ العقل ترأس الاجتماع الأول للمجلس المذهبي الجديد بحضور جنبلاط "لمواكبة المستجدات الوطنية والتأكيد على هوية الطائفة ومواجهة التحديات والعواصف التي تضرب المنطقة"
أيلول 3, 2024
3:23 م
النتائج الرسمية لانتخابات المجلس المذهبي كما اصدرتها اللجنة المشرفة
آب 26, 2024
7:08 ص
اقفال صناديق الاقتراع لانتخابات المجلس المذهبي تمهيدا لاعلان النتائج سماحة شيخ العقل يبارك الروح الديموقراطية التي سادت اليوم الانتخابي