إخواننا الكرام،
حرصاً على السلامة العامّة، ومن أجل المساهمة في الحدّ من انتشار الأوبئة والأمراض، وفي مقدّمتها فيروس كورونا الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية مؤخّراً بـ”الوباء العالمي”، تشدّد اللجنة الثقافية على ضرورة نشر ثقافة الحذر والوقاية في المجتمع كسبيلٍ حتميٍّ لمواجهة انتشار خطر العّدوى، وذلك من خلال التوعية على أساليب الوقاية وأهميّة الالتزام بها.
ونظراً لظهور عددٍ من الإصابات في بعض المناطق اللبنانية، واستناداً إلى التقارير الرسمية والإرشادات المتتالية من أهل الاختصاص، ومع تكرار الدعوة إلى التزام المنازل، وإلى توخّي الحذر في الأماكن العامة والتجمُّعات تجنُّباً للإصابة.
وانطلاقاً من الأقوال الحكيمة المُشيرة إلى واجب عدم تعريض النفس والآخرين للخطر، وكون أهلِ العقل والحكمة هم الأَولى بفَهم المعطيات العلمية، والأخذ بشروط الوقاية وحماية المجتمع، وبتقديم النموذج الأرقى للالتزام وتفهُّم الواقع بوعيٍ وعقلانية.
ومع التأكيد على الإيمان التوحيدي وواجب الرضى والتسليم، الذي لا يتعارض مع واجب التوقّي والحذر، عملاً بالقول الحكيم الذي يردِّدُه شيوخُنا الثِّقات: ” توقَّ كلَّ التوقّي ولا حارس من الأجل، وتوكّل كلَّ التوكّل ولا عذر في التواني، واطلب كلَّ الطلب ولا تتسخّط لما جلب القدر”، وحيث أنَّ الإيمان لا يتعارض في حقيقته مع العلم، بل يقويّان بعضهما بعضاً لاكتشاف عظَمة الله وأسرار الكون والتأكيد عليها.
وعطفاً على التعميمات الصادرة عن المرجعيات وأهل الاختصاص من تعليمات وتحذيرات بهذا الشأن، فإننا نؤكّد بدورنا على ضرورة التعامل، على الأقلّ في هذه المرحلة الدقيقة، بجديّة ومسؤولية عالية مع الإرشادات، وأهمّها:
- الاكتفاء بسلام القلوب والعيون و”المشالحة”، حتى بين الأقارب والأصدقاء، وفي مواقع العمل، وفي مناسبات الأفراح والأتراح والاجتماعات العائلية والدينية وغيرها، وتقديم القدوة الحسنة للمجتمع، بالارتقاء بمعنى السلام إلى ما هو أدقُّ وألطف، وليس في ذلك ما يُفسِدُ الودَّ بين الناس، أو أيُّ نقصٍ في حفظ الإخوان ومحبتهم واحترامهم، طالما أنَّ في ذلك غايةً أسمى ومصلحةً عامةً للمجتمع.
- الاختصار قدر الإمكان من التوسُّع في النعاوى والدعوات إلى مناسبات الأفراح والاجتماعات إلَّا للضرورة القصوى، وقبول الأعذار عن تلبية الدعوات وحضور اللقاءات الموسَّعة على أنواعها، أمَّا في حال الحضور في المجالس العامّة والخاصّة وفي أماكن التجمُّع والعبادة فيقضي الواجب تجنُّب الاحتكاك والمصافحة والتقبيل وتطهير الأيدي.
- التوعية على أساليب الوقاية وتوجيه الناس في القرى والبلدات والمدن إلى ضرورة التزام جانب الحيطة والحذر، والمساعدة في نشر إرشادات الوقاية المناسبة، بتعليقها على أبواب الأماكن العامّة وقاعات الاجتماعات والمحلات وفي الساحات للتذكير والحثِّ على الالتزام بها وتطبيقها بجديَّة ومسؤولية.
- اعتماد طرق التعقيم الدوري للأماكن العامة والمجالس والمحلات التجارية والبيوت، ووضع قناني وعلب المطهرات للأيدي عند المداخل وفي المواضع التي يمكن التعرض فيها للاختلاط ولمس الأسطح الناقلة للفيروسات المعدية.
آملين من جميع الأخوة والأخوات والأبناء الكرام المساهمة في نشر ثقافة الحذر والوقاية بكلِّ جديّةٍ واهتمام، وراجين السلامة للجميع.
المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز
اللجنة الثقافية