بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات، والصلاة والسلام على عبده ورسوله المبعوث هدى للناس.
ما أجمله من شعور لقاصدي السعادة أن يكون الطريق إليها هو البذل والعطاء احتسابا لوجهه تعالى وطلبا لرضاه، وإحياء لروح التعاون والتكافل بين الناس، جاء في محكم التّنزيل {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، فالإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأجلّها؛ فهو يزكي النفس ويطهّرها من رذائل الأنانية، وبهذه التزكية يرتقي الإنسان في معارج الكمال والعطاء؛ ولذلك كان العطاء من صفات الله عز وجل.
وإنّ هذا الوقت وقت اغتنام الفرصة لمن أراد وجه الله سبحانه، فلينفق من كان ذا مال من ماله طمعا في الثواب، والتزاما بأمر الله سبحانه إذ قال: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.
ولعمري ما اجتاح الفقر أقواما متعاونين إلا انفض عنهم، ورجع خاسئا ذليلا، ولو أن غني الناس بذل وفقيرهم عفّ لعمّ الخير الجميع.
ثم إن الصلاح كل الصلاح معقود بالكلمة الواحدة والألفة الجامعة، وليس سبيل الخلاص من أي داء أو مكروه إلا الصبر والاحتساب، والتعاضد والوقوف جنبا إلى جنب، والابتعاد عن الخلاف والشقاق؛ فما تفرّق قوم إلا ضعفوا وهانوا، ولا اتحدوا إلا سدد الله خطاهم وأعانهم في تحقيق مبتغاهم، قال الله سبحانه:
{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. والله ولي التوفيق
بموازاة ذلك لا بد من تذكير أنفسنا والإخوة جميعا بالتزام التعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات المعنيّة، وعدم الخروج من المنازل إلا للضّرورة. ولا يسعنا بعد ذلك إلا الشكر لهؤلاء الذي يرسلون النور، ويبعثون الأمل في الخلاص، بما يقدمون من جهود جبارة على جميع الأصعدة، كل على قدر طاقته، ولا نستصغر من معروفهم أي شيء وإن كان حبة خردل. ” لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق”.
رئيس اللجنة الدّينيّة
هادي العريضي