بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج ادلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بما يلي:
يجدر التأمُّل في هذا اليوم المبارك بعد ليلة الإسراء والمعراج وما يوجب امتثاله منها من معاني قدرة الله العليّ العظيم، وإرادته الرّحيمة التي مَكَّنت رسُولَه عليه الصَّلاة والسَّلام من الصُّعودِ والتَّعريج بمَا لا سبيل له إليه إلَّا بالطَّاعة والتَّسليم. وفي كلِّ الحالات هي الإشارة الربَّانيَّة إلى الأفُق الروحيّ الَّذي لا تحدّه أمور الدنيا، بل لا تقدر على تصوّره لعلاقتِها اللصيقة بالمحسُوس الأرضيّ ومادّته الصمَّاء. والرُّوحُ حينما تأخذها الإنابةُ إلى خارج سجنِ العلائق الدنيويَّة التي تتجاوزُ حدَّ الضَّرورة والجوهر الأخلاقيّ، تصبحُ أهلًا للحرِّيَّةِ بمعناها السَّامي. تصير أنذاك لائقة بحيويَّتها الإنسانيَّة التي بها وحدها تكونُ عمارة الأرض. ودون ذاك، هو اغترابُ الأعشى في ظلمةِ الأنانيَّة ومهواها. وهو اغترابٌ به خرابُ البلاد وظلم العباد وانعدام الوجدان بالكلّيَّة نتيجة عماء البصائر.
إنَّ في ذكرى الإسراء والمعراج حياة القلوب حين تستشعرُ قدرةَ باريها، وحين تلين طباع النَّفس إقراراً برحمة الله ومقاصد رسالتِه بما فيها من تكريم للمعنى الإنساني وإمكاناته في التحقّق الذي يُثمرُ معنى الحضارة بأبعادها الخيِّرة.
نسأل الله تعالى بحقّ هذه النِّعمة ان يلهمنَا إلى كلِّ خير، وأن يجلي عن النَّاس الموجوعة عتمة الظالمين، إنه هو القويّ القدير.