مشيخة العقل والهيئة الروحية تقيمان صلاة الغائب عن روح الشيخ الخطيب
نعى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن المرجع الراحل الشيخ أبو كمال محسن يحيى الخطيب، مستذكرا مزاياه في بيان قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، إلى يوم الدِّين.
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
*أولئكَ عَلَيهم صلواتٌ من ربِّهم ورحمةٌ وأولئكَ همُ المُهتَدُون*
بالرِّضى والتَّسليم لمشيئة الباري عزَّ وجلّ، فإنَّ مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز تنعي إليكم الشيخ الجليل، التقيّ الدّيّان، خلَف الشيوخ الأخيار، وسليل الكرام الأبرار، المرحوم الشيخ أبو كمال محسن يحيى الخطيب أسكنه الله تعالى فسيح جنانه.
لقد التزم الشيخُ في حياته نهجَ العبَّاد الصَّادقين. واتَّبعَ في دقائق مسلكِه أثـرَ السّادةِ العلماء العاملين المُتورِّعين. وكان من ثمرات قلبه أن استنارَ بلطائف المعرفة، وفاض بفسيح المحبَّة، فتميَّز بمواصلةِ مجتمعه، في سوريا ولبنان، بالصِّدق والمروءةِ والجُود والسَّماحة والإيثار، والكثير من الخصال الحميدةِ الخيِّرة الثابتة في معدنه النقيّ الأصيل. وباتت دارُه روضةَ لقاءٍ زاهرة جامعة، يضيئُها الذِّكرُ بأطايب الكَلِم، ويرفِدُها الحقُّ بسجايا الفضيلة والكرَم. فكان في حضوره بيننا وجهَ أُنسٍ، ومثالَ رجالِ سمْتِ الخير والحِكمة، يذكّروننا بما قاله الله تعالى في كتابه العزيز﴿ رِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارةٌ وَلاَ بيْعٌ عن ذِكر الله وَإقَامِ الصَّلاةِ وَإيتآءِ الزَّكاةِ يَخَافُونَ يومًا تتَقلَّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبصارُ* لِيَجْزِيَهُم اللهُ أَحسَنَ مَا عمِلُوا ويَزِيدَهُم من فضْلِه واللهُ يرزُقُ مَن يشآءُ بغَيرِ حِساب ﴾ (النور 37-38).