بيروت في: 18/9/2008
استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في فردان ظهر يوم الخميس الواقع في 18/9/2008، وفد اللقاء المسكوني الدولي السابع والعشرين للأساقفة أصدقاء حركة الفوكولاري من مختلف الكنائس المسيحية في العالم” في إطار زيارة الوفد إلى لبنان وبحضور عدد من المشايخ وعضو لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي القاضي عباس الحلبي، وقاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم.
وألقى رئيس الوفد الكاردينال فولك كلمة أشار فيها إلى “اللقاء المسكوني للتعمق في الروحانية وعيش المحبة المتبادلة، والسلام بين البشر، والتأمل في الظروف التي يجتازها العالم اليوم”، معتبرا “ان مصداقية الاديان باتت على المحك، وإذا لم نحفظ منزلتنا كمؤمنين فإن كثيرين سيتساءلون عن جدوى الأديان وعن مدى انسجامنا مع ذواتنا”.
وأضاف: “جئنا نتعهد أمامكم ومعكم بعيش هذه القاعدة الذهبية بجدية وعزم، فنسير جنبا إلى جنب لبناء عالم متحد أكثر يسوده الوئام والسلام والمحبة، وانتم جميعا دعاة سلام، وهذا البلد لا وجود له من دون التعايش المنفتح والمحب بين جميع أبنائه من كل الأديان والمذاهب، لبنان رسالة كما قال قداسة البابا، وهذا الوطن الجميل مدعو أكثر من أي وقت مضى لأن يشهد للعالم بأسره من خلال سيرة حياة أبنائه ان الحوار والاحترام والإخوة بين الأديان ممكن وحقيقي”.
وألقى سماحة شيخ العقل كلمة رحب فيها بالوفد “في الدار الجامعة، في وطن التنوع والحرية والرسالة، بلد الأديان والطوائف، التي تردد صداها نغمات أجراس الكنائس وتكبير المؤذنين”.
وقال: “يسرني ان التقي بكم وانتم تحملون رسالة الوحدة والأخوة على دروب رجاء الإنسانية، لقد تحدث قداسة البابا في رسالته العام الماضي عن الإنسان والقواعد الآلهية المزروعة في قلوب البشر، نعم ان الرسالات السماوية أنزلت من صانع حكيم عليم، اختار الإنسان اشرف المخلوقات وسخرت له جميع الموجودات ومنح حرية الاختيار بين الخير والشر والحق والباطل، ليصح قوله تعالى “من عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرة شرا يره”. فإنني آمل من هذا الحدث التاريخي ان يترك آثاره في قلوب اللبنانيين ليستفيقوا من غفلتهم عن محبة وطنهم لبنان بكل طوائفه وأبنائه، ونحن في طائفة الموحدين الدروز هذه يدنا ممدودة للجميع”.
وأضاف: “إن الإنسان هو القيمة الأهم، وكما ذكرتم فإن مصداقية الأديان فعلا على المحك في مواجهة تصارع الحضارات، وبالمناسبة إنني أتوجه بنداء إلى النساء من اجل تنشئة خلقية وتوحيدية ووطنية صحيحة كل في وطنه، وقديما قيل “الرجل يجني والمرأة تبني”. اما في مسألة التوافق بين مختلف الطوائف والأديان، فإذا لم نأخذ “الله في قلبي، والوطن في ضميري، والإنسان في معاملتي” شعارا فسنبقى مقصرين”.
بعد ذلك تبادل سماحة الشيخ نعيم حسن والكاردينال فولك الهدايا التذكارية.