(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
تعريف الصدق:
لغةً : هو ضدُّ الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْداقًا، وصَدَّقه: قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصدْق
اصطلاحًا : هو الخبر عن الشيء على ما هو به، وهو نقيض الكذب.
والصدق عمود الدين ورُكن الأدب وربيع القلب، وزكاة الخلقة، وثمرة المروءة، وشُعاع الضمير. لذلك فهو ذو منزلة جليلة ، بل إنّ مرتبته تلي مرتبة النبوة في الإسلام ، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ}
ويكفي الصادق شرفا أنّه سبحانه وتعالى وصف نفسه بالصدق {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}
قيل في وصف الصدق : “هو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه ولا واجه باطلًا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته ومن نطق به علت على الخصوم كلمته فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال وهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين”.
وقال الفضيل بن عيّاض : “لم يتزيّن الناس بشيءٍ أفضل من الصدق وطلب الحلال” .
أمّا إذا تحدثنا عن حقيقة الصدق، فيستوقفنا قولُ الجنيد رحمه الله تعالى: “حقيقةُ الصِّدقِ: أنْ تَصْدُقَ في مواطنَ لا يُنَجّيك منها إلَّا الكَذبُ”.
ولا يقتصر الصدق على جارحة اللسان فقط، بل لابدّ أن يتعداها إلى الأعمال والأحوال. فالصدق في الأقوال : استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها، والصدق في الأعمال : استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد. والصدق في الأحوال : استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة .
فإن كان اعتياد الكلمة الصادقة أمرًا رائعًا فالأروع أن نعيش هذه الكلمة بكل جوارحنا، بقلوبنا بكل ما نملك فبذلك نجني ثمرة الصدق الحقيقي بنيل الثناء والبركة في الدنيا والآخرة ، وتحقيق العبودية لله عزّ وجلّ ،و عِظَم القَدْر، وعُلُوّ المنزلة في المجتمع ، والشعور بالسكينة والطّمأنينة. قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ).
اللّجنة الدينيّة في المجلس المذهبي.