إختتمت اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز سلسلة ندوات نظّمتها بالاشتراك مع “تجمع الجمعيات النسائية في الجبل” للتعريف ببرنامج “سند” في منطقة حاصبيا، بلقاء عُقد في “دار حاصبيا”، بمشاركة ممثل عن شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى مستشاره الشيخ وسام سليقا،عضو المجلس الدستوري رياض أبو غيدا، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في حاصبيا ومنطقتها سامر الكاخي ونائب مفوض التربية في الحزب شفيق علوان، رئيس إتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا ومخاتير البلدة، مديرة مستشفى حاصبيا د. سماح البيطار، نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، اضافة الى رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي المحامية غادة جنبلاط ومقرر اللجنة الخبير المالي الأستاذ أسامه ذبيان، ممثل اللجنة في حاصبيا عضو المجلس غازي الخطيب، عضو المجلس رمزي الجمّاز، ورئيس قسم التخطيط والاحصاء في مديرية المجلس د. رامي عطالله وشخصيات وفاعليات روحية واجتماعية وبلدية واختيارية ومشايخ وجمعيات نسائية واهلية عدة.
الخطيب
وإستُهلت الندوة بكلمة لممثل اللجنة في حاصبيا غازي الخطيب مرحبا بالمشاركين وآملا ان يكون “اللقاء خيراَ لهذه المنطقة العزيزة على قلوبنا، فحاصبيا خلوات البياضة والكنائس والجوامع والعيش المشترك ونهر الحاصباني والتين والزيتون والبركة، حاصبيا المحافظة على تقاليدها في المحبة والألفة والنخوة والتكاتف في الأزمات، والكل يشهد لأبنائها غيرتهم على مجتمعهم وأهلهم. لقد كان لأصحاب الأيادي البيضاء وما أكثرهم وقفتهم الشجاعة وكرمهم خلال هذه الأزمة بغض النظر عن انتمائهم الطائفي، وشملت مساعداتهم مختلف القرى والطوائف، فكان لهم الفضل الكبير في تخفيف هذه الأزمة”.
اضاف: “شاركنا أنا وزملائي في حمل هموم هذه المنطقة الى المجلس المذهبي الذي كان على إستعداد ولم يقصّر يوماّ في التقديمات ضمن الإمكانيات المتوفرة، فكانت المساعدات المدرسية والإجتماعية والإستشفائية إسوة بباقي المناطق، وكان للمجلس ايضا دوره الفعّال في مكافحة جائحة كورونا، من خلال تأمين مراكز للحجر الصحي والأدوية والعناية الطبية. ومنذ تأسيس هذا المجلس في العام 2006 وصدور قانون تنظيم شؤون الطائفة والعمل جارِ على قدم وساق لزيادة دعمنا للمحتاجين من أهلنا، بعيداّ عن السياسة والعائلية والمناطقية كما زيادة الإيرادات بمختلف الطرق المتاحة. نقوم منذ سنوات كلجنة اجتماعية بجمع التبرعات، من خلال إتصالاتنا المباشرة بأصحاب الأيادي البيضاء ومن خلال العشاء السنوي الذي عملنا على تنظيمه لسنوات متتالية قبل جائحة كورونا التي اوقف هذا النشاط. لكن كان لا بد من الإستمرار في تأمين حاجات الناس فجاء برنامج “سند”.
وتابع الخطيب: “قد يتسائل البعض اين الأوقاف؟! من باب الغيرة والحرص او حتى التشكيك فنقول للجميع، انه تم إنجاز محفظة عقارية يمكن الإطلاع عليها على موقع المجلس المذهبي وبالتالي الإستفسار عن أي عقار وأن لا يدع العنان لخياله ويصبح الجميع خبراء في الاقتصاد والمال والعقارات، ونعلم جميعا أن الطريقة الأمثل للحصول على مداخيل ثابتة هي المؤسسات المنتجة، ويوجد في المجلس العديد من رجال الأعمال وأصحاب الخبرة في خلق هكذا مشاريع ولكن ذلك يحتاج إلى دراسات وتأمين أجواء إستثمار ملائمة خاصة في وضع بلدنا الحالي”.
وختم: “كان الله في عوننا لإنجاز هذا البرنامج الذي يفتح الباب لكل قادر ان يتبرع ولكل محتاج أن يستفيد، وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
الحمرا
ثم كانت كلمة للسيدة نبيلة الحمرا باسم الجمعيات النسائية في منطقة حاصبيا مشيرة الى “العجز الذي يطال فئات اجتماعية مختلفة وحاجتها الى الرعاية والمساندة، وللأسف تتسع مروحة الحلقات الضعيفة في مجتمعنا كمّاً ونوعاً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ومن كان يقوم بدورٍ أساسي في ردم الهوّة الحاصلة بين افراد المجتمع وشرائحه أصبح اليوم بحاجة للمساندة والدعم”.
واضافت: ” ان ما يميّز المجتمعات المتحضّرة والأكثر إنسانيةً عن غيرها توّفر آليات وبرامج لدعم ومساندة الشرائح الضعيفة ماديًا ومعنويًا ونفسيًا، وعلى مستوياتٍ مختلفة بدءًا بالأفراد ومرورًا بالعائلات ووصولًا إلى المجتمعات الصغيرة. هذه الوظيفة هي مسؤولية الدولة بالأساس، وتحديدًا وزارة الشؤون الإجتماعية التي لا تزال بالرغم من إمكانياتها المحدودة، تقوم بدورٍ هام في هذا المضمار . ولا يسعنا في هذا المجال، إلّا أن نشير إلى الدور الهام الذي تلعبه الجمعيات ولو بنسب متفاوتٍة في دعم المحتاجين ومساندتهم والتخفيف عن كاهلهم”.
ولفتت الحمرا اننا “كجمعيات نسوية او نسائية نؤمن بقدرة كل فرد منّا على بناء عالم أكثر عدالة وكرامة وسندًا لكل الافراد، من خلالالتعاضد والتضامن والإحسان، ومن هذا المنطلق بادرنا الى دعم برنامج سند التعاضدي الاجتماعي، ليقف إلى جانب المحتاجين والمعوزين في مجتمعنا والتخفيف عنهم”.
وختمت: “شكرا للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، شكرا للجنة الإجتماعية لمتابعتها الدقيقة والمنصفة بين أفراد المجتمع، شكرا للجمعيات والناشطات اللواتي عملنّ على تعبئة الاستمارات بدقة وشفافية”.
جنبلاط
والقت رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي المحامية غادة جنبلاط كلمة، عرضت خلالها لبرنامج سند وأهميته حيث يحتضن 5200 عائلة ويؤمن التقديمات على اختلاف انواعها للعائلات المسنة والتي لم تعد تستطيع العمل، اضافة الى كونه ينظّم الدورات التدريبية على المهن والحرف للفئة التي ما زالت قادرة على العمل وتعاني من اوضاع اجتماعية صعبة جداَ، وذلك لتأمين عيش كريم لها”.
واوضحت جنبلاط ان البرنامج يشمل مراحل ثلاث: الاحصاء، التمويل وتوزيع المساعدات، منوّهت في هذا المجال بالنهج التشاركي الذي يتم اعتماده وتنفيذه، ودعت كل من يرغب من الجمعيات غير الممثلة للانضمام الى البرنامج، “اذ ان عمل الخير يتّسع للجميع ضمن الشروط التنظيمية المحددة”.
وأشارت الى أن “حملة تمويل البرنامج قد أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تطال معظم ابناء الطائفة والخيّرين في لبنان والاغتراب، من خلال برنامج تمويل الكتروني منظّم ومتطور ولا يُحمّل المتبرع إلا وسعه ويُفسح في المجال امام التبرعات الصغيرة للوصول الى حساب البرنامج ( عبر التحويل المالي –اونلاين) www.sanadprogram.com.
وختاما دعت جنبلاط الى “مساندة البرنامج كي نكون الى جانب أهلنا في هذه الظروف الصعبة، معتمدين على أنفسنا كمجتمع واحد موحّد”.
واختتم اللقاء بمداخلات ونقاشات طالت البرنامج وعمله.