وجّه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن تحية إلى “كل أم مناضلة، مربية، حنونة، منتجة”، مؤكداً الرفض التام للعنف الأسري ولكل ما يسيء الى كرامة المرأة.
كلام الشيخ حسن جاء خلال لقاء تكريمي لمناسبة عيد الأم للأمهات الناشطات في إطار الجمعيات النسائية والرائدات في مختلف الميادين، وقد نظّمته اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في دار الطائفة في فردان –بيروت، حيث شدد سماحته على ضرورة الحفاظ على “شعلةُ القيَم المعروفيَّة في النُبل والتَّعاضُد والإخلاص والشهامة والمروءة والشجاعة والنَّزاهة وما إليها، مُشعَّةً في قلوبنا لنستلهمَ منها ومن مُثُلِها المُحقَّقة في تراثنا العريق ما يُمكِّننا من إعطاء الجيل الصَّاعد، خصوصًا، المناعة الكافية التي تحصِّنهُ من كافَّة أخطار الأزمات الاجتماعيَّة، والابتعاد عن كلِّ ما من شأنه أن يُضعفَ تلك المناعة وأخطرها نوازع النفور والخلاف”.
وأضاف الشيخ حسن: “اليوم في هذا العالم المضطرب في عصر العولمة وعصر ما يسمّى المدنية والعلمنة والتقدّم العلمي والتكنولوجي، وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج الأم أكثر فأكثر إلى دورها الطبيعي، فالأُسرةُ هي المدماكُ الأوَّل للمُجتمع الإنسانيّ، تكونُ أسْرةً بالمعنى الحقِّ حين يستوي فيها التوازنُ الطبيعيُّ”.
وشدد الشيخ حسن على أهمية التمسّك بقاعدة المساواة بين الرجل والمرأة في التوحيد، وقال: “نحن حريصون على الحق الإنساني في الكرامة الشخصية للمرأة ضمن مجتمع يحفظ مقوماته فلا يعرضه لفوضى جامحة تبعثر قواه”، مشيراً إلى أن العمل في الجمعيات وبالرغم من كل الصعوبات التي تواجهه “يشكل رافداً من روافد النهضة والتقدم الاجتماعي”.
وتبعت جنبلاط: “ليس من المبالغةِ في شيء أن نراهنَ على دورِ المرأةِ بكل جوانبِه، كيف لا وهي نصفُ المجتمع، فإلى دورِها كأم، هي المدرسةُ الأولى في التربية الوطنية والأخلاقية التي تحمي بلدَنا من المؤامرات والفتن على أشكالِها، هي الحاضرةُ في مختلف دوائرِ التأثيرِ في المجتمع كما في السلطة، وهي القادرةُ، إذا ما أرادت، أن تُحدِثَ الفرق، وقد أحدثَتْه في مجالاتٍ كثيرة، فإذا ما استعرضنا طائفةً من نشاطاتٍ عملت المرأةُ فيها، كالإدارة العامة والسلكِ القضائي والأمني أو المهنِ الحرة والحقل التربوي، والجمعيات الأهلية والإجتماعية والإنمائية.. لوجدنا أنها نجحت بإدارةِ هذه المرافقِ الحيويةِ بكفاءةٍ عالية. من هنا نقول: إنه آن للمرأة أن تهُبَ لإنقاذِ الوطن فتحميَ بذلك أبناءَها وتحققَ أمومتَها، وبُعدَ رسالتِها الإنسانية”.
وقالت جنبلاط: “إننا في اللجنةِ الاجتماعيةِ في المجلسِ المذهبي ، وأمامَ هذه الأزمة المفتوحة على مستوى الوطن المُحاطِ بالنيرانِ والأخطار، ندعو أمهاتِ لبنان أنّى كان موقعُهن، لتقِفْنَ صفاً واحداً وتعملْن يداً بيد على إعادةِ الروح الى أوصالِ الوطن المفككة، ورفعِ السواتر المعنوية والنفسية التي اصطُنِعت ما بين العائلاتِ الروحية، بفعلِ خطابات التحريضِ والتأزيم، ولنشرِ القيم الأخلاقية والوطنية، وجمعِ الشملِ على مستوى الوطن قبل فوات الأوان، فننقذَ لبنان من أزمته، ونؤسسَ لقيامِ وحدةٍ وطنيةٍ حقيقية يصونُها العيشُ المشترك. ويكون يومُ عيدِ الأم موعداً لربيعِ الوطن وقيامتِه من جديد، موعداً تتفتحُ معه أزهارُ المحبةِ والتضحية والعطاء، وتتجسدُ فيه كلُ القيمِ الوطنية والإنسانية”.
[2jgallery 4213]