عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز إجتماعاً ترأسه سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، حيث جرى عرض شؤون الطائفة وأعمال المجلس ولجانه. وأصدر مجلس الإدارة بياناً تلاه أمين سر المجلس المذهبي الأستاذ نزار البراضعي، جاء فيه:
أولاً: يأسف المجلس المذهبي شديد الأسف لما آلت إليه الأمور الداخلية في لبنان من تعطيل وشلل في مختلف المؤسسات الدستورية، فرئاسة الجمهورية شاغرة منذ أكثر من عام، والمجلس النيابي غير قادر على الإلتئام، والحكومة دخلت في دوّامة التعطيل، فيما الأوضاع الأمنية الحذرة والقلقة والصراعات التي تعصف بالمنطقة تتطلب كامل الاستنفار المؤسساتي والاحتضان للمؤسسات الأمنية والجيش لمجابهة كل التحديات وحماية الإستقرار، بدل الغرق في خلافات جانبية وإستعادة الخطاب المشحون داخلياً والمضي في رفض كل مبادرة من شأنها نقل البلاد إلى أوضاع أفضل.
وأهاب المجلس بكافة القيادات الرسمية والسياسية الانتقال فوراً إلى مرحلة جادة من الحوار الحقيقي لا الشكلي، للخروج بحلول للأوضاع الاقتصادية المتدهورة في ظل غياب الموازنة العامة منذ سنوات، وعلى ضوء قرار المؤسسات الدولية المانحة وقف مساعداتها للبنان، وهو ما ينذر، بحسب كل ما يجري، بإنهيار تام لكل مفاصل الدولة، وهذا ما لا يمكن القبول به لا سيما أن المعاناة الإقتصادية والمعيشية تطال جميع المواطنين دون تمييز بين إنتماءاتهم السياسية أو المناطقية مما يحتم فصل التجاذبات عن القضايا الإجتماعية والإنمائية.
ثانياً: يجدد المجلس توجيه التحية إلى الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة الذين يثبتون بالفعل أنهم أبناء الانتماء الإسلامي والعربي الحقيقي، برفضهم التجنيد الإجباري المفروض عليهم من الإحتلال الصهيوني، ومجابهتهم كل ممارساته العدوانية. كما يدين المجلس المحاكمات المفترضة للمناضل سعيد نفّاع مؤكّداً تضامنه الكامل معه في مواجهة العدو وتعسّفه وظلمه. ويدعو مختلف الهيئات العربية والإسلامية الرسمية والمدنية والروحية إلى إبقاء قضية فلسطين حية في كل المحافل وتسليط الأضواء على ما يقوم به الإحتلال من تصرفات عنصرية وإعتداءات متواصلة.
ثالثاً: يتطلّع المجلس بعين القلق إلى المسار الذي ينحو إليه الوضع في سوريا، حيث مخططات التقسيم تهدد وحدة سوريا ومحاولات حرف ثورة الشعب السوري عن مجراها الطبيعي في تحقيق الكرامة والحرية وحقوق الإنسان ووقف الظلم والقتل والدمار تأخذ إتجاهات في غاية الخطورة، مؤكداً أن الرهان يبقى على وعي الشعب السوري في إسقاط هذه المخططات.
كما يتوجه المجلس إلى الموحدين الدروز في كل أنحاء سوريا، بما هم عليه من إنتماء وطني وعربي وإسلامي، وبما يحملونه من إرثٍ مجيد،جسّده سلطان باشا الأطرش والقيادات الوطنية العربية السورية المجاهدة، أن يكونوا يداً واحدة ويمنعوا مخططات الفتنة التي تتسلل اليهم لإيقاع البغضاء بينهم وبين أبناء وطنهم، وأن يحافظوا على قيمهم ومبادئهم، كما دعا المجلس بعض فصائل المعارضة السورية إلى عدم الانغماس في المخطط الفتنوي نفسه، الذي لا يخدم إطلاقاً قضية الشعب السوري ونضاله في سبيل كرامته.
رابعاً: يدين المجلس التفجيرات التي ضربت مناطق محددة في المملكة العربية السعودية، التي تهدف إلى زعزعة إستقرارها وأمنها، وهي محاولات مستنكرة ومدانة .
داعياً في الوقت ذاته إلى إيجاد حل سياسي لأزمة اليمن على قاعدة إحترام الشرعية والمؤسسات السياسية.
خامساً: يدعو المجلس في هذه الظروف الحسّاسة في لبنان والمنطقة إلى إطلاق أوسع حملات تعميم الحوار الإسلامي الإسلامي، والإسلامي المسيحي، في مواجهة أجواء الشحن والتوتير ورمي الفتن، خصوصاً وأن الأمور بلغت مستوى خطيراً يتطلب معه دقّ نفير الوحدة والتفاهم والتعاضد مقابل أصوات النشاز والتفرقة، مشدداً على أن المسؤولية كبيرة في هذا السياق على مختلف رجال الدين المدعوين، كل من موقعه، إلى تكريس لغة الجمع والمحبة والتسامح والتعاون وتعميم رسالة الدين الحنيف. ويؤكد المجلس على مضمون البيان الصادر عن القمة الروحية الإسلامية التي انعقدت أخيراً في دار الفتوى، والذي تضمن نقاطاً بارزة الأهمية على مستوى العالم الإسلامي والعربي، وضرورة نبذ العنف والتطرف وكل مظاهر التمييز بين المسلمين، واحترام التنوع الديني والاثني الذي يميز منطقتنا العربية دون سواها.
سادساً: يهنّئ المجلس عموم المسلمين، واللبنانيين جميعهم بقرب حلول شهر رمضان الكريم، شهر الصيام والتقرّب من الله تعالى والترفع عن الشهوات وتطهير النفس والجسد، داعياً إلى تحويل مناسبة حلول شهر الصوم الى فرصة التلاقي والتسامح والتعاضد، عسى أن يمنّ الله على أمّتنا وبلادنا بالخير والبركات.