بحث ..

  • الموضوع

تعميم اللجنة الدينية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

إنّ العقلَ هبةٌ من الله عزّ وجل، ونعمة إذا أحسنّا – معشر النّاس- استعمالها سلمنا من كلّ موبق.

ومن العجيب المؤسف أن يُرى الاحتكامُ إلى العقل سوءَ ظنٍّ باللهِ، وأن يُقرأَ العملُ بمقتضى هذه الهبة نقصًا في إيمان العبد، وهذا ما نراه شاخصا أمامنا في ظلّ التّعامل الوقائي مع الأوبئة والأمراض المنتشرة في أرض المعمورة، والتي كان آخرها “كورونا” حَصَدَ العديد من الأرواح.

ونحن في اللجنة الدّينيّة حريصون كلّ الحرص على الالتزام بتوصيات مشيخة العقل، وتعليمات وزارة الصّحة إزاء هذا المرض، وندعو جميع الأهالي إلى الالتزام بمعايير السلامة، وتوخي أقصى درجات الحذر فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، والابتعاد قدر الإمكان عن التجمّعات العامّة، وترك المصافحة والسّلام، ولتكن تلك التحيّة بين النّاس ابتساماتٍ مشرقة ودعواتٍ صادقة، يثيبهم الله تعالى عليها ويجزل حظّهم منها.

كما أنّنا ندعو المسؤولين وذوي الشّأن إلى تعقيم الأماكن العامّة وتطهيرها، ونحثّ على إجراءات السّلامة التّامّة في جميع المجالس والمقامات والقاعات العامة، اقتداء بما تقوم به مشيخة العقل في المقامات المشرفة عليها.

وجميع هذه الإجراءات من شأنها أن تحافظ على الإنسان، وتُبرئ ذمّته تجاه نفسه وإخوانه، ولا تبعد من يلتزمها عن عاداته وتقاليده الشّريفة التي نقدّرها ونحافظ عليها، ولكنّ درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وقد جاء في الكتاب العزيز:) وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(.

كما أنّ الاحتراز لا يخرج من دائرة التّوكل، ولا ينافي الإيمان بالله سبحانه؛ فقد كان الأمير السيّد قُدّس سرّه يستشهد بالقول المأثور:” توقَّ كل التوقي ولا حارس من الأجل، وتوكّل كل التوكّل ولا عذر في التواني”.

ولنمتثل حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: ” احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”.

رئيس اللجنة الدّينيّة

هادي العريضي

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى