أقامت اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز حفل عشائها الخيري السنوي في فندق فينيسيا – بيروت، بحضور ممثل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، نجله تيمور جنبلاط، ممثل سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، رئيس لجنة الاغتراب في المجلس كميل سري الدين، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب السابق انطوان اندراوس، ممثل الامير طلال ارسلان اكرم مشرفية.
وكانت كلمة لرئيسة اللجنة الاجتماعية غادة جنبلاط، قالت فيها: “هذا اللقاء بات موعداً سنوياً، يجمعنا على المودة الخالصة ، نجسد فيه صورة الوطن الحقيقية، صورةَ التآخي والتكافل والتعاضد الاجتماعي، صورةَ التلاقي على القيمِ الإنسانية، التي جمعتنا وما زالت ، ولم تهتز يوماً بالرغم من بشاعة وقسوة الاحداث المأساوية التي مررنا بها”.
وتابعت جنبلاط: “هذه السنة يقام احتفالنا في ظروف حالكة ندر ان مر بها لبنان عبر تاريخه. فكيان الوطن مهدد ، والدولة بلا رأس ، والمؤسسات شبه معطلة والامن متفلت والوضع الاقتصادي والاجتماعي في تدهورٍ متسارعٍ ، واللبناني محروم حتى من تنفس الهواء النظيف، يجد نفسه (وخاصة المحتاج) في دوامة، مهدداً في حاضره ومستقبله، فاقداً الامل في وطنه امام خيارين لا ثالث لهما: إما ان يهجر هذا البلدَ الى اي مكان ليؤمن له الحد الادنى من سبل العيش والامن والاستقرار . أو ان يتحول الى إنسانٍ ناقم معاد مشحون باليأس مستعدٍ للقيام بأي فعلٍ لتأمين قوته اليومي. (وفي كلا الحالين يصاب الوطن بشلل اعاذنا الله من شر عواقبه) من هنا نجد انفسنا امام قضية وطنية تقتضي المحافظة على اخوتنا في الوطن فنتكافل ونتعاضد ونهب لمؤازرة كل فرد محتاج يائس من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية للتخفيف عنه ولو بالحدود الدنيا، بما نقدمه له من متطلبات يفتقدها لضمان الحد الادنى من سبل العيش الكريم. فنزرع الثقة في قلبه، والامل في نفسه ونجعله يصمم على البقاء في ارضه وبين اهله مهما غلت التضحيات وهذا ما تسعى اللجنة الاجتماعية للقيام به عبر برامجَ استطعنا في العام 2014 رفع منسوب خدماتها لتلبيَ طلبَ كلِ ذي حاجة بفضل عطائكم السخي”.
ثم عددت جنبلاط ما تقوم به اللجنة من برامج ومنها “برنامج الاستشفاء للمرضى غير المضمونين الذي يدخلون للاستشفاء على حساب وزارة الصحة العامة ويعجزون عن دفع نفقات الوزارة، فتلتزم اللجنة بتغطية كامل فروقات وزارة الصحة او جزءاً منها وقد بلغ مجموع الحالات المرضية التي تمت تغطيتها من قبل اللجنة /1417/ حالة. وبرنامج تقديم المساعدات للطلاب الناجحين والمحتاجين في المدارس الرسمية وقد بلغ عدد للطلاب المستحقين /903/ طلاب”.
وتابعت جنبلاط: “برنامج المساعدات الاجتماعية ، والذي يتضمن تقديم مساعدات نقدية وعينية دورية لفئتين: عائلات شهداء وجرحى احداث 2008. ذوو الحاجة الماسة من المسنين الذين لا معيل لهم ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وقد بلغ عدد الحالات الاجتماعية التي قدمت لها اللجنة مساعدة نقدية دورية 530 حالة”.
وأوضحت ان اللجنة تحضر لمشاريع مستقبلية “في ظل هذا التفكك الأُسري المستشري والتفلت الأخلاقي، عبر تنظيمُ لقاءات توعية بالتعاون مع الجمعيات المختصة وذوي الخبرة تتناول معالجة مختلف هذه المشكلات علنا نساهم في التخفيف من تداعياتها”.
وأضاف: “تَــحـتاجُ الـجَماعةُ بين حينٍ وآخَـر أن يَـطَّلِع أفرادُها على حجم المهماتِالموكولَة إليهم، والمسؤوليات الملقاةِ على عاتِـقِهم بـغـيـةَ تأمينِ مستلزماتِ فقرائها، وتأمين أبسط حاجاتهم الصحية والتعلمية والإنسانية ولا شك بأنها مهمات صعبة ومعقدة في ظل هذا الركود الاقتصادي في ظل تباطؤ الإنتاجية على جميع الأصعدة، ولكن رغم الإحباط فمسؤولياتنا الطوعية والمعنوية والإنسانية المشتركة والتي لا يمكن إلا أن نتحملها، ونقوم بها خير قيام، فهيالزكاة وحفظ الاخوان …. وهي روحية الجماعة المسؤولة!!! فنِعْمَ الجماعة إن هكذا تكن ونِعْمَ الجمع يوم يكون الجمعُ أنتمُ ومنكمُ وفيكمُ فنحن وأنتم دائمًا على دروب الخير والعطاء بإذن الله”.
وأكمل سري الدين: “إنّ المجلس المذهبيَّ بكامل أعضائه (مُمثلاً بمجلسِ الإدارةِ) لا يألو جهداً على القيامِ بواجباتِهِ المطلوبة ضمن
الإمكانات المتوفرة! فلجنة الأوقاف، بلا ريب، قد قامت بعملٍ كبيرٍ بدءاً بـ”المحفظةِ الوقفية”/ و”استرجاع” الكثيرِ من الممتلكاتِ”شبهِ السائبةِ والمُشاعةِ”، وتأجيرها بعقود جديدة، وترميمِ مبنى الكلية الداوديةِ في عبيه، وتأجيرها إلى الجامعةِ اللبنانية! إلى ذلكَ، تقومُ أيضًا بترميمِ بعض المباني في عاليه لإعادةِ تأجيرها! كما انبثقت، مؤخراً، لجنةٌ فرعيةٌ من المهندسينَ ورجالالأعمالِ لدرس إمكانية تطوير القسم الرئيسي من العقار المُحاذي والمطل على شارِعَي فردان وعائشة بكار لما يمكن تأمينه من عائدات ومداخيل واعدتَين لصندوق المجلس المذهبي مستقبلاً! علما ان مداخيل الاوقاف بدون تطوير هذا العقار ستبقى دون طموح وامال المجلس”.
وتابع: “في ذات السياق، فقد انبثقت كذلك “جمعية الغد السكنية”، التي باشرت بإنشاء مشروع سكني وتجاري في الشويفات من حوالي 64 شقة ومحال على أن تتم عمليات بيعها للشباب الأكثر احتياجاً من أبناء الطائفة-مع العلم أن أرض المشروع المذكور وقيمتها 4 ملاين دولار اميركي قد منحها وليد بك جنبلاط للمجلس المذهبي ليكون هذا المشروع باكورة مشاريع قادمة بإذن الله!”.
وتابع: “وبفضله تعالى، تمّ شراء عقار في كركول الدروز في بيروت بمكرمة مشكورة من وليد بك، أيضاً، وبمساهمة من المجلس المذهبي وجمعية التضامن، وتم تقديمه لجمعية بيت الطالبة ويتسع المبني لسكن حوالي 100 طالبة وتقوم الجمعية حالياً بترميمه وتجهيزه!”.
وقال سري الدين: “من جهة أخرى، نزفُّ إلى أهلنا خبر استحداث المعهد الديني المنتظر للدراسات التوحيدية والإسلامية وتم ترميم المبنى العائد له في عبيه على يد محسن كريم من آل صعب كما ساهم وليد بك بمبلغ مئة ألف دولار لدعم المعهد وقد بوشر التدريس فيهوالحمد لله. وتقوم لجنة شؤون الاغتراب، بالتواصل الوثيق والدائم مع الجمعيات والبيوت الدرزية في المغتربات من أجل تحقيق المزيد من أواصر العلاقات! وجاء توقيت هذا الحفل في مثل هذا الوقت فرصة جيدة لحضور إخواننا المغتربين وبيننا الآن السيدة ريما معقّصة رئيسة الجمعية الدرزية الأميركية، والدكتور رمزي أبي عكر رئيس الجمعية الدرزية في فرنسا، والسيد ياسر غبار رئيس البيت الدرزي في البرازيل! والسيدة سحر معقّصة رئيسة اللجنة الدينية في أمريكا،كذلك تبنت اللجنة مشروعَ ترميم وصيانة دار الطائفة بمساهمةسخية من بعض الشخصيات الاغترابية، والمحلية وسيتم ذكر الاسماء لاحقا بكلفة تفوق أربعمائةالف دولار وسيتم افتتاح الصالات، على عتبة عيد الأضحى المبارك انشا الله لتبقى هذه الدار صرحاً وعريناً لبني معروف!
كما اننا ننوه بإنجازات اللجان الثقافية، الإدارية، القانونية، المالية وأمانة السر وأمانة الصندوق لجهودهم المشكورة واعمالهم الدؤوبة!”.
وتابع: “أخيراً وليس آخراً، وفيما يخص صاحبة المناسبة الكريمة هذه أي اللجنة الاجتماعية فلا يسعنا إلا أن نتقدم من أعضاء اللجنة ورئيستها المحامية غادة جنبلاط والمقرر الأستاذ أكرم العربي بالشكر الجزيل لتنظيمهم السنوي المميز ولجهودهم الحثيثة في تحقيق أهداف المجلس المذهبي من مساعدات طبية، وتعليمية وإنسانية! كما أننا نثمن المسؤوليات الجسام الملقاة عليكم، ونشد على أيديكم بغية الوصول إلى مستقبل واعد وأفضل من أجل أهلنا وأبناءنا!”.
وختم بالقول: “يطيب لي أن أنقل إليكم مباركة ودعم سماحة الشيخ نعيم حسن شيخ عقل ورئيس مجلس طائفة الوحدين لجميع النشاطات التي تعود بالخير للطائفة والوطن! كميطيب أن أنقل تحيات سماحته لجميع الأخوة والأخوات في هذا المناسبة الخيرية الجامعة! بوركت أكفكم البيض وأياديكم البيضاء وإلى اللقاء دائماً بإذن اللهوكما قال الشاعر: يجودُ علينا الخيّرون بمالهم… ونحن بمالِ الخيرين نجودُ”.
[2jgallery 4095]