أقيمت ندوة دينية في دار الطائفة في بيروت بدعوة من جمعية LDC، بمباركة من سماحة شيخ العقل وبالتعاون مع اللجنة الدينية في المجلس المذهبي، وذلك ضمن اطار المؤتمر السنوي الذي تنظمه الجمعية، حيث رحب سماحة الشيخ اولاً بالمجتمعين وتحدث فيها رئيس اللجنة الدينية الشيخ هادي العريضي، بحضور جمع من السيدات والشباب من بلاد الاغتراب والوطن.
سماحة شيخ العقل
حضر سماحة شيخ العقل بداية، مرحبا بالمشاركات والمشاركين قائلًا: “يسرّني أن أرحب بكم كجمعية LDC وقد كنت مرحباً منذ البداية عندما زارتنا نخبة من السيدات فشجّعت وما زلت أشجع على أي عمل يجمع أبناء الطائفة على التلاقي والمحبة وعلى تأكيد هذه الرابطة بين الموحّدين الدروز مقيمين كانوا أم مغتربين. هويتنا التوحيدية نحافظ عليها بالثقافة التوحيدية وبترسيخ الإيمان في قلوبنا، بترسيخ وحدتنا وحبّنا بعضنا لبعض والمحافظة على بعضنا البعض. بتعزيز القيم التوحيدية المعروفية التي يجب أن تبقى موجودة في مجتمعنا، بمواجهة تحدّيات العولمة وموجات القِيم الجديدة، القيم اللاأخلاقية واللاإجتماعية واللاإنسانية”.
اضاف: “تعرفون كثيراً عن الموجات التي يمكن أن تخرج الإنسان عن إنسانيته وممكن أن تخرج الموحّد عن هويته، لذا واجباتنا أن نواجه هذه الموجات بمزيد من الثقافة التوحيدية، فالحياة ليست فقط للتسلية بل هي رسالة وبقدر ما تحمل هذه الرسالة من الروح التوحيدية والإيمانية والأخلاقية بقدر ما نحقّق وجودنا وتوحيدنا وإنسانيتنا، لهذا السبب أشكركم على تخصيص ندوة دينية في لقاءاتكم السنوية وعسى أن تستمروا في هذه اللقاءات وتتوسع وتفتح المجال للشباب والشابات للتلاقي والتعرف على بعضهم، وهذا حق لنا ويساعدنا في الحفاظ على مجتمعنا وهويتنا”.
تابع: “الانسان من دون هوية كورقة في مهب الريح والمحافظة على الهوية كشجرة متجذّرة في الأرض قوية في مقاومة عواصف الرياح والهوجاء. برنامجنا نحن وفضيلة الشيخ هادي العريضي رئيس اللجنة الدينية ومدير كلية الأمير السيد للعلوم التوحيدية هي تعزيز هذه الثقافة التوحيدية، لخلق نخبة من الشباب في المجتمع، متشبعين بمعاني التوحيد والذين يستطيعون ان ينقلوا هذه الرسالة لغيرهم من أبناء مجتمعنا التوحيدي. فالأم الموحّدة قادرة أن تربّي أولادها على هذه القيم، والسيدات هم الأولى لأنهن المربيات في البيت والعائلة التي هي أساس المجتمع، كما أن للشباب والآباء دور أساسي أيضاً في الحفاظ على هذه القيم”.
وختم: “مع الشيخ هادي ومع اللجنة الدينية، ومن خلال النشاطات والبرامج الدينية والتوحيدية وفي المراكز الثقافة التوحيدية الموجودة في بعقلين، عبيه، صوفر، راشيا وعاليه، نسعى لأن نعزز هذه الروح لتشمل كل مناطقنا، ومن خلال الكلية التوحيدية في عبيه التي تمنح الشهادة الجامعية، بالإضافة إلى مجموعة من المعلمات المتدربات باشراف اللجنة الدينية وتنظيم المصلحة الدينية والتربوية في المديرية العامة، هذه المجموعات التي تعطي دروساً في التوجيه والإرشاد في المدارس الرسمية والخاصة، على أمل أن تصل الى بلاد الاغتراب من خلال لقاءات عبر أونلاين وقد جرت عدة تجارب وعسى أن تتوسع. هذه هي سياستنا أن نتحمل المسؤولية في موضوع الثقافة الدينية. والله ولي التوفيق”.
العريضي
وشدد الشيخ العريضي في محاضرته على “القيم التوحيدية التي تتميز بها طائفة الموحدين الدروز والتي تشكل مسارا روحيا آمنا لكل ابناء الطائفة في شتّى اقطار الارض، انطلاقا من المبادئ التي سلك عليها السلف الصالح وسائر المرتكزات التي ينتهجها الموحدون والتي تصلح لكل زمان”.
مشيرا الى “مسؤولية الامهات كما الآباء في تربية ابنائهم على كل ما يحفظ لهم تراثهم التوحيدي الاثيل، في ظل شتّى المغريات والحضارات الغريبة عن بيئاتنا ومجتمعاتنا، التي تحاول ابعادهم عن المفاهيم التي كانت دائما ترعى حياتنا اليومية ومسار وجودنا على مر الازمنة”.
ولفت العريضي الى ان باب التواصل مفتوح من قبل اللجنة الدينية والمجلس المذهبي عموما مع كافة بلدان الاغتراب وفي الداخل، من اجل التعاون والتنسيق وحث الخطى لتحقيق الاهداف التي تحفظ ابنائنا وتصون مجتمعاتنا من شرور ما يواجهنا بهدف ضرب القيم الانسانية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية”.
وتخلل الندوة نقاشات حول جملة من المواضيع المطروحة، وكلمة شكر باسم جمعية LDC من قبل الدكتور فادي الاعور.