في إطار خطواته المتلاحقة لتعزيز الخدمات الاجتماعية، افتتح المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في مدينة عاليه مركزاً صحياً، الذي أقيم برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني.
وشارك في حفل الافتتاح فضيلة القاضي الشيخ غاندي مكارم ممثلاً سماحة شيخ العقل نعيم حسن، النائب أكرم شهيب ممثلاً رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس لائحة المصالحة تيمور جنبلاط، ممثل وزير الصحة العامة فادي مسلم، ممثلة وزير التربية الدكتورة جنان شعبان، ممثل وزير الاشغال العامة المهندس خالد شميط، ممثل وزير الشؤون الاجتماعية زاهي الهيبي، النائب هنري حلو، المرشح أنيس نصار، مفوض الاعلام في الحرب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، القيادي الدكتور ناصر زيدان، أمين سر المجلس المذهبي المحامي نزار البراضعي، رئيس اللجنة القانونية المحامي نشأت هلال، ورئيس اللجنة المالية الدكتور عماد الغصيني، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وكيل داخلية عاليه خضر الغضبان وأعضاء المجلس المذهبي، ومديره العام مازن فياض، مدير الأوقاف المهندس نزيه زيعور، رئيسة المصلحة الاجتماعية رانيا الريس ورؤساء المصالح والأقسام في المجلس المذهبي.
كما حضر رئيس جمعية الشيخ أبو حسن عارف حلاوي الشيخ حسان حلاوي، رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب، ممثلة بلدية عاليه منى عقل، رئيسة تجمع الجمعيات النسائية في الجبل فريدة الريس، مدير العلاقات العامة في جامعة البلمند – سوق الغرب الدكتور سهيل مطر وعدد كبير من الشخصيات والفاعليات ورجال الدين.
جنبلاط
بعد ترحيب من الاعلامية نوال الأشقر، تحدثت رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي المحامية غادة جنبلاط التي قالت: “أرحب بكم في هذا اللقاء الانساني الجامع الذي نجسّد فيه صورة الوطن الحقيقية، صورة التآخي والتكافل والتعاضد الاجتماعي، صورة التلاقي على القيم الانسانية التي جمعتنا وما زالت ولم تهتز يوماً بالرغم من بشاعة وقسوة الاحداث المأساوية التي مررنا بها”.
اضافت: “ما يحتاج اليه المواطن اللبناني في هذه المرحلة هو هذا الفعل الانساني الذي يهدف الى ضمان حقه في الصحة والتعليم والامن وفرص العمل والانماء المتوازن ما ينعكس ايجاباً على تعزيز ثقة اللبنانيين بدولتهم ومؤسساتهم”.
وتابعت: “من هنا كان هدفنا الأسمى في اللجنة الاجتماعية احتضان الانسان والتخفيف عنه ولو بالحد الادنى بما نقدمه له من متطلبات يفتقدها من سبل العيش الكريم عبر برامج صحية، تربوية، وتوعوية كي يبقى حراً في ارضه ويعيش بكرامتهن ويكون مواطناً صالحاً في مجتمعه”.
وأكدت “ان الصحة حق لكل انسان، وتأمين الرعاية الصحية واجب على كل مسؤول من هنا جاءت انطلاقتنا في اللجنة الاجتماعية من خلال برامج صحية توفر الحد الادنى من العناية فكان برنامج الاستشفاء للمرضى الذين يدخلون للمعالجة على نفقة وزارة الصحة العامة ويعجزون عن تسديد فروقات الوزارة، جددنا العقود مع المستشفيات التي كنا نتعاون معها، وابرمنا عقوداً جديدة مع مستشفيات في مناطق عدة، بحيث بلغ عدد المستشفيات الخاصة والحكومية المتعاقدة معنا 13 (ثلاثة عشرة) مستشفى ما سهّل للمريض الانتقال الى اقرب مستشفى، والاستفادة من تقديمات اللجنة. وقد بلغ مجموع الحالات المرضية التي غطت عنها اللجنة جزء او كامل فروقات الوزارة من العام 2013 حتى شباط 2018، 6528 حالة.
أضافت: “وها نحن اليوم نفتتح معاً هذا المركز الصحي في عاليه العائد بناؤه للأوقاف الدرزية التي عملت على ترميمه لجنة الاوقاف وقدمته للجنة الاجتماعية لتأمين الخدمات الصحية المضمونة الجودة والنوعية، وبشكل ميسّر لأبناء منطقة عاليه ومحيطها الجغرافي، عاليه عروسة المصايف، جامعة الاصالة والحداثة والنموذج الحي للتعايش السمح. وهنا اسمحوا لي ان اتوجه بالشكر الى لجنة الاوقاف ورئيسها عباس الحلبي لترميم هذا المركز وتقديمه للجنة”.
وأشارت جنبلاط الى ان “خدمات هذا المركز علاجية، ارشادية، وقائية، وتنسيقية. وقد تمّ تجهيزه بالمعدات الطبية اللازمة التي من شأنها تأمين الخدمات الصحية الاساسية للمواطن بإشراف فريق طبي متخصص متكامل من فنيين وأطباء، وممرضين واصحاب خبرات في هذا المجال، اذ يضم عيادات تخصصية تشمل الصحة العامة، طب الاطفال، الطب النسائي، القلب والشرايين، صحة الفم والاسنان، فضلاً عن تأمين الادوية الدورية للمصابين بالأمراض المزمنة.
أضافت: “وبمباركة ودعم من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز رئيس المجلس المذهبي الشيخ نعيم حسن، الذي نوجه له تحية تقدير واحترام يسعى ان يكون هذا المركز ضمن سلسلة من المراكز سيقوم المجلس بإنشائها في باقي المناطق من اجل تخفيف الاعباء عن كاهل المواطنين وتحقيق الاستفادة من الخدمات الصحية لأكبر شريحة ممكنة”.
أضافت: “ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا التوجه بالشكر للنائب وليد جنبلاط ونجله تيمور جنبلاط لدعمها المتواصل للجنة الاجتماعية، ومساندتهما لنا لبلوغ اهدافنا المرجوة وترسيخ صورة المجتمع الذي نربو اليه جميعاً”.
وختمت قائلة: “نحن في اللجنة الاجتماعية للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، على عهدنا باقون، وبمبادئنا متمسكون، وفي خدمة المواطن اللبناني مثابرون”.
الحلبي
ثم تحدث رئيس لجنة الأوقاف القاضي عباس الحلبي، فقال: “نجتمع اليوم للإعلان عن انطلاق إنجاز جديد حققه المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بتعاون خلاّق بين اللجنة الاجتماعية ولجنة الأوقاف لخدمة أبنائنا واخواننا وأخواتنا في مدينة عاليه والجوار”.
أضاف: “إنّ اختيارنا لعاليه عروسة المصايف وقلعة الجبل التي تصدّت في ماضيها لكل أنواع التعديات وكانت من أوائل البلدات والقرى التي فتحت ذراعيها للمصالحة والعودة لا تزال تعاني من بعض الإهمال في تأمين الخدمات الضرورية لعيش أبنائها مع التقدير الكبير للجهود التي بذلت وذلك لكي تستعيد دورها الذي لم ينازعها فيه أحـد في الماضي بالرغم من كل الإغراءات فاحتلّت في قلوب المصطافين لبنانيين وعرباً مكانة خاصة تتطلّع إلى أن تستعيد هذا المجد الغابر بعزم أبنائها والقيّمين عليها من سلطات بلدية ومحلية ونواب وممثلين لها الذين نوجّه إليهم التحية على النهوض بهذه المدينة العريقة”.
تابع: “وها إننا نحن اليوم نضيف حجراً في البناء لسد حاجات اجتماعية ورعائية وصحية عن طريق إفتاح هذا المركز الذي صمّمته لجنة الأوقاف بواسطة المهندس بشير أبي عكر ومدير الأوقاف المهندس نزيه زيعور وفريق عمل الإدارة الذين نوجّه إليهم التحية لإنجازهم هذا المكان اللائق بالمهمة المحدّدة له من قبل اللجنة الاجتماعية وعلى رأسها رئيستها المحامية القديرة المتفانية في سبيل خدمة مجتمعها لا سيّما الشريحة المحتاجة منه الاستاذة غادة جنبلاط وأعضاء اللجة الكرام وفريق العمل الإداري المساعد الذين أتوجّه إليه أيضا” بالتحية”.
وقال الحلبي متوجهاً لممثل وزير الصحة العامة: “وجودكم على رأس وزارة الصحة وضمن مجلس الوزراء وخلال مسيرتكم المهنية ومواقفكم السياسية اكتشفنا فيكم الكفاءة والنزاهة والالتزام بالرسالة والجدّية في التعاطي والمهنيّة في التفكير والإرادة الصلبة في التنفيذ وأكملتم ما كان بدأه سلفكم العزيز معالي الوزير وائل ابو فاعور في هذه الوزارة من كونها وزارة تبتزّ المواطن للحصول على خدمته فجعلتموها خدمة هي من حق المواطن المحتاج وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على اتقانكم أنّ السياسة هي لتحقيق الخير العام وأن للمواطن المحتاج حقوقا على دولته. يعاونكم في سبيل تحقيق هذه المهمّة الإنسانية المدير العام للوزارة الدكتور وليد عمّار وفريق العمل الذي نحييكم جميعا” على ما تقومون به في خدمة اللبنانيين”.
وختم قائلاً: “فمبروك لعاليه افتتاح المركز الجديد الذي سيصبح مركزاً رعائياً صحياً واجتماعياً ان شاء الله بدعمكم جميعا ونحن واللجنة الاجتماعية سنتابع عن كثب ما يعزز هذا المرفق الخدماتي وما يحتاج إليه من متطلبات في المستقبل لكي يؤدّي دوره كاملاً في خدمة ناس هذه المنطقة والجوار بجودة عالية وبكلفة متدنية تحقيقا” لخدمة أبنائها”.
مسلم
كما القى كلمة وزير الصحة ممثله المحامي فادي مسلم، قال فيها: “إن وزرارة الصحة هي المؤتمنة على أغلى ما لدى الانسان. من هنا سعى وزير الصحة غسان حاصباني وبوقت قصير جدا لم يتجاوز 500 يوم عمل الى تعزيز الرعاية الصحية الأولية بكل ما يمكن أن توفره من برامج وقائية وتشخيص وعلاج ومتابعة.
أضاف: “اذ أصبح لدينا في لبنان (220) مركزاً صحياً يشكلون الشبكة الوطنية للرعايا الصحية الأولية”.
ولفت الى ان “لضمان جودة الخدمات وسلامة المريض والعاملين في القطاع الصحي شدّد وزير الصحة في تطبيق نظام الاعتماد Accreditation للمؤسسات الرعائية وأصبح في القسم الأكبر من المراكز الصحية معتمد، وسيخضع مركزكم مستقبلاً لذات النظام”.
وقال: “عملنا الكثير لتعزيز نظام الرعاية الصحية الأولية وبتعاون وثيق مع المؤسسات الأهلية والبلديات نوفر المساعدات لهذه المراكز أهمها الأدوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة وهو برنامج مهم ويمكن أن يوفر حاجات مئات المرضى في عاليه ومحيطها المصابين بأمراض مزمنة”.
ثم أزيحت الستارة عن لوحة المشروع، وجال المشاركون على أقسامه التي ستوضع في خدمة المواطنين بدءاً من مطلع حزيران المقبل.