بحث ..

  • الموضوع

الصبر

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

تعريف الصبر :

لغةً: نقيض الجَزَع صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْرًا فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضًا بغير هاء وجمعه صُبُرٌ.وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه .

شرعاً: هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا   يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها .

وقيل هو حبس النفس على طاعة الله سبحانه وتعالى وترك معصيته.

وقد سئل الجنيد عن الصبر فقال : تجرّع المرارة من غير تعبّس .

فضل الصّبر :

      الصبر من ألزم المنازل للمحبين وأعلقها بهم ، وبه يُعلَم صحيح المحبّة من معلولها ، وصادقها من كاذبها ؛ فإنّ بقوّة الصبر على المكاره في مراد المحبوب تُعلَم صحة محبته .

ولا ينفك عنه في مقام من المقامات ، ومن ذلك أنّ الرضى مترتب عليه . وقد ذكر الصبر في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعاً، مبيّنا فضله وأجر صاحبه قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

وقد أوضح الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة أهمية الصبر وعاقبته حتى إنّه قال : ” ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصّبر ” .

 و قال الحسن البصري (ر) : ” الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده” .

و لمّا كان الصبر ذا منزلة رفيعة ، ومرتبة جليلة ، والصّابر يوفّى أجره بغير حساب ، دلّ من ذلك أنّه لايتأتى لصاحبه هذا الفضل إلّا لما يتجرّع من المرارة  في مواجهة مصائب الدهر وخطوبه ، قال الأمير السيد عبد الله التنوخي (ق) :

” من صبر على محن الزمان أدرك نعيم الجنان ” .

وفي الحقيقة الصبر ليس تجريدا للعزم في مواجهة المصاعب فقط، وإنما هو ثبات على الأوامر وانتهاء عن النواهي، ولا يعدّ الإنسان صابرا ما لم يظهر صبره في جوارحه؛ فيمسكها عن كل شر، ويقيّدها عن كلّ معصية .

والصبر ثلاث درجات:

الأولى: الصبر عن المعصية بمطالعة الوعيد إبقاء على الإيمان، وحذرا من الحرام، وأحسن منها الصبر على المعصية حياء ،

والثانية: الصبر على أداء الطاعات بالمحافظة عليها دواماً، وبرعايتها إخلاصاً، وبتحسينها علماً،

والثالثة: الصبر على البلاء بعدم السخط والجزع، مع الرضا بقدر الله عز وجل.

وقد أظلتنا هذه الرحلة المحفوفة بالأهوال نحو الآخرة الأبديّة، فلنلحق بالركب ولنتخذ الصبر مطيتنا فإن الله سبحانه وتعالى جعله جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً لا يهزم، وحصناً حصيناً لا يهدم ولا يُثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان؛ فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد .

اصبر فبالصبر تأتيك المسرّات ….. ولو أتاك من البلوى مضرّات

والصّابرون لهم أجر إذا صبروا ….. على البلايا ونحو العزّ جرّات

  اللجنة الدينية

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى