برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، نظمت لجنة شؤون الاغتراب المؤتمر الاغترابي الأول للموحدين الدروز في لبنان بتاريخ 19-22 تموز 2010 في البيال بيروت.
افتتح المؤتمر بحضور معالي الأستاذ وليد بك جنبلاط وعطوفة الأمير طلال أرسلان وممثلون عن الرؤساء الثلاثة وشخصيات وطنية واغترابيه، ورؤساء وأعضاء هيئات إدارية من كافة دول الاغتراب اللبناني الدرزي، وأعضاء فاعلون في العمل الاجتماعي في الدول الغير مسموح فيها تنظيم مثل هذه الجمعيات. كذلك شارك في المؤتمر وفد من المشايخ الموحدين من هيئة التواصل المعروفي الذين قدموا من فلسطين المحتلة للقاء إخوانهم في لبنان برعاية ومتابعة من معالي الأستاذ وليد بك جنبلاط وبمساعدة من السلطات الأردنية والسورية واللبنانية، وذلك كمبادرة جديدة رائدة في كسر جدار العزلة والحصار.
تابع المؤتمر جلساته لمدة يومين في قصر المير امين في بيت الدين وكان ختامه لقاء مع سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي الشيخ نعيم حسن في دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت.
صدر عن المؤتمر مجموعة من التوصيات العامة والتوصيات التنفيذية تهدف إلى توثيق العلاقات بين المجتمعات الدرزية في لبنان والخارج بما فيه دعمها وتحسين أوضاعها من النواحي الاجتماعية والثقافية والدينية.
التوصيات العامة:
1) يؤكد المؤتمر الاغترابي للموحدين الدروز على الثوابت السياسية والتاريخية التي لطالما شكلت أسس الموقع القومي والعربي لطائفة الموحدين الدروز الذين ناضلوا عبر التاريخ في مواجهة الاستعمار والانتداب والاحتلال ورفضوا الانجرار الى مواقع مناقضة لهويتهم العربية، وهم جسدوا هذه الثوابت من خلال محطات نضالية متلاحقة لا سيما في لبنان وسوريا وفلسطين والمغرب العربي ومواقع عديدة أخرى، ويؤكدون بمناسبة انعقاد مؤتمرهم الاغترابي الأول إنهم سيحافظون على هذا المسار الوطني العام من خلال التمسك بهذه الثوابت السياسية.
2) ثمن المؤتمر عاليا” مشاركة الوفد الديني من العرب الدروز في فلسطين للمرة الأولى في لبنان وهم الذين يواجهون المخططات الإسرائيلية لسلخهم عن هويتهم وانتمائهم الوطني والقومي ومحاولة الحاقهم بالمشروع الإسرائيلي ومؤسساته وجيشه ، كما يحيى المؤتمر نضالات وشجاعة رافضي الخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على العرب الدروز من أبناء الداخل دون غيرهم من أبناء الشرائح العربية خاصة وان نسبة الشبان العرب الدروز الرافضين للخدمة قد تجاوزت الخمسين بالمئة ويتطلع المؤتمرون الى متابعة مسيرة التواصل التي بدأت في العام 2001 واعطت ثمارها في كسر الحصار وفي كشف الصورة الحقيقية عن الموقف الوطني والقومي للعرب الدروز من أبناء الداخل، ويؤكدون على الاستعداد لتقديم كل اشكال الدعم المطلوب لاستمرار هذه المسيرة.
3) يجدد المؤتمر الاغترابي للموحدين الدروز التأكيد على العمق العربي للطائفة وعلى العلاقة التاريخية مع سوريا التي ارتكزت الى نضالات مشتركة منذ ثورة سلطان باشا الأطرش وموقف دروز الجولان في المحافظة على الهوية مرورا بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان والتأكيد على عروبة لبنان.
ويرى ان الحفاظ على هذه العلاقة وتطويرها يفترض ان يقع في رأس الأولويات للمرحلة المقبلة.
4) يرى المؤتمر ضرورة تعزيز مناخات الوحدة الإسلامية والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يوترها ويدعو الى المزيد من الخطوات السياسية والميدانية التي تكرس أجواء الالفة والتقارب وتبعد شبح الفتنة.
ويجدد المؤتمر التأكيد ان طائفة الموحدين الدروز، بحكم موقعها الطبيعي الإسلامي والوطني، تشجع وتدعم هذه المقاربة الإيجابية وتسعى لتحقيقها من خلال التشديد على الوحدة الإسلامية والوطنية والسلم الأهلي في لبنان.
التوصيات التنفيذية
1) التأكيد على وحدة المغتربين وحرصهم على المصلحة العامة، وعلى الالتصاق بالوطن والجذور الثقافية والدينية والاجتماعية، بعيداً عن الانقسامات السياسية والمناطقية وسواها، واستعدادهم للعمل المشترك من أجل تنظيم أوضاعهم وتشجيع الجاليات الاغترابية لتأسيس الجمعيات حيث يجب، بتنسيقٍ وتعاون مع لجنة شؤون الاغتراب في المجلس المذهبي.
2) العمل على تنظيم العلاقة بين الجمعيات والمؤسسات الاغترابية وبينها وبين المجلس المذهبي في لبنان كمرجعية للموحدين الدروز في الوطن ودنيا الاغتراب، وذلك على قاعدة العمل المؤسساتي والشراكة الحقيقية.
3) التأكيد على أهمية تزاوج وتوازن وتفاعل التقاليد والقيم التوحيدية المعروفية، الوطنية والإنسانية والاجتماعية والأخلاقية، مع قيم الحداثة والمدنية كالديمقراطية والحرية والانفتاح، مع الحفاظ على الهوية التوحيدية المعروفية الأصيلة والمميّزة، وعدم الانصهار والانحلال في الحضارة الأجنبية.
4) العمل لإنشاء هيئة للبحوث وللتوجيه الديني، مهمتها إعداد الدراسات والأبحاث حول كل ما يتعلّق بشؤون الطائفة الدينية والثقافية والاجتماعية والتراثية والاقتصادية وغيرها، سعياً لإقامة مركز ثقافي لهذه الغاية، إضافة إلى التأهيل الديني للملتزمين المتنورين لتطوير إمكانياتهم في التوجيه والإرشاد الديني، والسعي أيضاً لدراسة مناهج التربية الدينية المفيدة لأبناء المغتربين، ولتشجيع ومتابعة الباحثين والكتّاب، وتكون هذه الهيئة برئاسة سماحة شيخ العقل الذي يسمّي أعضاءها من الموحدين المثقفين القادرين على العطاء الملتزم من أبناء الطائفة في الوطن، إضافـة الى مشاركة فاعلة واساسية من أصحاب الكفاءة من دول الاغتراب.
5) إنشاء مكتب متابعة لأمور الأحوال الشخصية بإشراف لجنة شؤون الاغتراب، مهمته مساعدة أبناء الطائفة المغتربين وحثّهم على إتمام معاملاتهم القانونية في البلد الأم، وتسجيل أبنائهم في دوائر الأحوال الشخصية سواء أكان العقد دينياً أم مدنياً، مع السعي لمكننة المعاملات والإجراءات تسهيلاً للمغتربين وتسريعاً للعمل. وكذلك السعي لإنشاء مؤسسة للرعاية الأُسَرية والزوجية، مهمته العناية بالعائلة الدرزية والحفاظ عليها.
6) الاتفاق على تعزيز التواصل واللقاء بين المغتربين والمقيمين وتأكيد مرجعية الوطن الأم ومؤسساته، خصوصاً مرجعية المجلس المذهبي، وذلك من خلال:
- إقامة مؤتمر اغترابي عام يُعقد كلّ سنتين، بدعوة من لجنة شؤون الاغتراب، وضمن آلية يُشارك فيها رؤساء الجمعيات الدرزية الاغترابية في دول الاغتراب، إضافة الى بعض الشخصيات من المغتربين في الدول العربية وغيرها.
- إقامة عشاء سنوي للمغتربين في ربوع وطنهم الأم لبنان بمشاركة الجمعيات الاغترابية.
- إقامة لقاء شبابي سنوي للمغتربين، يجمعهم بإخوانهم المقيمين ويعرّفهم بتراثهم ومجتمعهم التوحيدي ومؤسسات طائفتهم وقضايا وطنهم الأم.
7) العمل على وضع آلية عمل للوصول الى إقامة بيت المغترب في لبنان، ليكون مركزاً ثقافياً واجتماعياً جامعاً للمغتربين جميعاً، وخصوصاً الشباب منهم.
8) العمل على إنشاء مجموعة محرّكة، اقتصادية اجتماعية، من المقيمين والمغتربين، لدراسة ومتابعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالطائفة وتأكيد مشاركة الموحّدين الدروز الفاعلة في بناء الوطن وتفعيل الحركة الاقتصادية من خلال:
- السعي لإنشاء مؤسسة عقارية استثمارية للمساعدة على الحفاظ على الأراضي واستثمارها بما يكفل عدم انحسارها وضياع هويتها العامة.
- العمل لإقامة مشاريع استثمارية مفيدة لتشغيل اليد العاملة وزيادة الإنتاج وتحريك الدورة الاقتصادية، بما يخفّف من هجرة الريف والوطن ويكفل تعلّق الناس بأرضهم.
- خلق حوافز لاستقطاب الشباب المغترب للعودة إلى الوطن والاستثمار فيه.
9) العمل لوضع آلية دعم للمؤسسات الدرزية وخصوصاً الصحية منها، بدءاً من المناطق الأكثر حاجةً، وذلك من خلال الأخصّائيين الدروز عبر العالم ولجان تبادل الخبرات العلمية والتقنية والتطوعية، وكذلك من خلال تأمين المساندة المادية والتقنية وغيره.
10) السعي لإطلاق برامج تبادل ثقافي تربوي بين المقيمين والمغتربين (exchange program)، يساهم في تعزيز اللغة العربية والتعرف على التراث لدى المغتربين، وإفادة إخوانهم بالمقابل من خبراتهم العلمية ومن اللغة الأجنبية التي يتقنونها.
11) السعي لإنشاء مركز تنمية أعمال (pilot business development center) وتبادل معلومات لإفادة الشباب في تأسيس أعمال صغيرة والتعرف على فرص عمل ممكنة.