عقد اليوم في دار الفتوى لقاء حضره أصحاب السماحة مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن. كما حضره أصحاب السماحة مفتو المناطق اللبنانية من السنة والشيعة ومن العلماء الموحدين.
وقد أكد العلماء المجتمعون على أن وحدة المسلمين ووحدة المسيحيين، ركن أساس من أركان الوحدة الوطنية. كما أكدوا على وجوب التمسك بهذه الوحدة والذود عنها، والتصدي معاً لكل المحاولات التي تستهدف إثارة الفتنة بين المسلمين خاصة واللبنانيين عامة.
وقرر أصحاب السماحة تشكيل لجنة خاصة لرصد هذه المحاولات والكشف عنها بهدف تفشيلها والقضاء عليها. واتفق العلماء على التأكيد على الأخوّة الإسلامية ثقافياً وتربوياً وتوجيهياً وعلى فك الارتباط بين الدين الجامع والموحد، وبين السياسة المفتوحة على الاختلافات والاجتهادات المتبادلة.
وحثّ العلماء المسلمون القيادات السياسية والوطنية العمل على حلّ الأزمة السياسية التي عطلت ولا تزال تعطل انتخاب رئيس جديد للجمهورية رغم التوافق عليه وهو العماد ميشال سليمان. كما دعوا هذه القيادات إلى تسهيل تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية التي وافقوا جميعاً عليها.
وأعرب العلماء عن امتنانهم وتقديرهم للجهود العربية البناءة لمساعدة لبنان على الخروج من محنته التي طال أمدها.
ورأى العلماء المسلمون أن وضع حدّ للتوتر السياسي ولتبادل الاتهامات والعودة بالبلاد إلى أوضاعها الطبيعية واستعادة الثقة بين الأطراف اللبنانية المختلفة، يشكل مدخلاً موضوعياً للخروج من الأزمة الخانقة.
وأعربوا عن قلقهم من الآثار السلبية والخطيرة لاستمرار هذه الأزمة على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية التي ينوء المواطن اللبناني تحت أعبائها الثقيلة لأنها تحرم السوق اللبناني من القدرة على جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، مما يؤدي إلى توقف عملية الإنماء والى تراجع فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة والهجرة.
وتوقف العلماء المسلمون أمام ظاهرة التطاول على الإسلام ورموزه في الأجهزة الإعلامية في بعض الدول الأوروبية ولا سيما في الدانمرك وهولنده. وأثنوا على المواقف الشاجبة لهذا التطاول التي أعلنتها منظمة الأونسكو وحكومات هذه الدول، إلا أنهم أعربوا عن ألمهم الشديد للتقصير في اتخاذ الإجراءات العملية التي تضع حداً لهذه الظاهرة المتنامية والتي تستهدف تشويه الإسلام والإساءة إليه تحت غطاء حرية التعبير.
ودعوا منظمة الأمم المتحدة التي سبق لها أن رعت مؤتمراً للحوار بين الأديان إلى وضع ميثاق دولي ينص على احترام الأديان والعقائد وعدم التعرّض لها ولرموزها المقدسة.
وفي ذكرى مرور خمس سنوات على احتلال العراق، توقف العلماء المسلمون بقلق أمام استمرار المآسي الإنسانية المفجعة التي يتعرّض لها الشعب العراقي الشقيق حيث تقدر بعض الدراسات الإحصائية ارتفاع عدد الضحايا خلال هذه الفترة إلى أكثر من مليون عراقي، إضافة إلى ملايين المهجرين. ودعوا المسؤولين العراقيين من سياسيين وعلماء إلى الاعتصام بحبل الله وبوحدتهم الدينية والوطنية. وأعربوا عن ألمهم واستنكارهم لما تعرض له قساوسة ورهبان عراقيون من اعتداء على حياتهم أو على كنائسهم، الأمر الذي يتناقض ليس فقط مع حقوق المواطنة ومع الحقوق الإنسانية، ولكنه يتناقض أيضاً مع ما تقول به العقيدة الإسلامية السمحاء.
وشجب العلماء المسلمون بشدة الحصار التجويعي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وما يرافق هذا الحصار من عمليات تقتيل وتدمير. وجددوا بحرارة دعوتهم القيادات الفلسطينية إلى حل المشاكل الداخلية على قاعدة المواجهة المشتركة للعدو الإسرائيلي ولمخططاته العدوانية التي تستهدفهم جميعاً في غزة وفي الضفة الغربية على حد سواء.