أقامت اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحِّدين الدُّروز لقاءً ثقافيّاً بعنوان: “الحوار الإسلامي المسيحي: أيُّ دورٍ للشباب؟”، وذلك بالتعاون مع مؤسسة أديان، شاركت فيه نخبة من الشخصيات الحوارية: المفتي الشيخ أحمد طالب، القاضي الشيخ محمد أبو زيد، الأب نعمة صليبا والدكتور زياد فهد.
افتتح اللقاء الشيخ الدكتور سامي أبي المنى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي، وأدارته الدكتورة نايلا طبّارة رئيسة مؤسسة أديان.
رحّب الشيخ أبي المنى بالمحاضرين والحاضرين، مؤكّداً على اهتمام المجلس المذهبي بتعزيز ثقافة الحوار في المجتمع وإشراك الشباب في مهمته، ومشيراً إلى رؤية الموحِّدين “الدروز” حوله، قائلاً: “إن الموحدين الدروز مرتبطون بتراثهم وهويّتهم الثقافيّة، بالرغم من التحديات والمتغيّرات، إذ إنّهم جزءٌ لا يتجزّأ من هذا المحيط العربي الإسلامي، ومع كونِهم متمسّكين بالخصوصيّة والاعتزاز بالانتماء الديني والثقافي، إلَّا أنَّهم راغبون بالسعي الدائم نحو الاندماج والتواصل؛ وبهذا يكمن التحدّي المزدوِج أمامهم، كما أمام جميع العائلات الروحيّة؛ الأول في ضرورة وأهمية الانفتاح وعدم التقوقع والانغلاق والتعصّب، والثاني في مسؤولية تثقيف الشباب وتربيتهم تربية دينية واجتماعية ووطنية سليمة، كي لا يفقدوا هويّتهم الروحية وتراثهم الوطني وقِيَمَ مجتمعهم الغنيّة، جهلاً أو استخفافاً أو ضعفاً أمامَ الكثير من المغريات والتيّارات، وكي يتمسَّكوا أكثرَ فأكثرَ بموقعهم الوطنيّ والعربيّ، وعيشهم المتفاعل المشترَك، وإيمانهم المتوارَث من جيلٍ إلى جيل”.
في ختام اللقاء أُفسح المجال لتعقيبات وأسئلة الحضور، فكانت مداخلات لكلٍّ من اللواء شوقي المصري رئيس لقاء أبناء الجبل والأب أغابيوس كفوري والأستاذ عمر الزين أمين عام والأستاذ مازن جبري والآنستين ساندرا كرم ورهف مصطفى واختتام من قبل رئيس اللجنة الثقافية الشيخ أبي المنى داعياً إلى النظر بإيجابية إلى موضوع الحوار وتوثيق العلاقة وتعزيز الثقة بين الشباب وأهل الحوار والمؤسسة الدينية، وآملاً الارتقاء بعقائدنا إلى مستوى العيش الآمن مع الله ومع أخوتنا في الإنسانية، ومؤكداً على أهمية بناء الجسور والتربية على الانفتاح وعلى المواطَنة واحتضان التنوع علّنا نساهم في بناء السلام في أوطاننا دون أن ندّعي القدرة على حلّ كل مشاكلها.